كشف موقع Middle East Eye البريطاني، أن نحو 70% من سكان مدينة مكة المكرمة، الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، "يحملون فيروس كورونا المستجد"، بناءً على اختبارات عشوائية أُجريت مؤخراً في المدينة المقدسة، وفق ما ذكره الموقع نقلاً عن ثلاثة مصادر طبية وصفها بالرفيعة، في السعودية.
تقرير الموقع البريطاني الذي نُشر الخميس 30 أبريل/نيسان 2020، أشار إلى أن الاختبارات الأخيرة بينت أن الانتشار الفعلي لفيروس كورونا في المملكة العربية السعودية قد يكون أعلى بكثير من التقديرات الرسمية.
أعلى بأربع مرات من المعلن: صرَّح مصدر للموقع البريطاني، بشرط عدم الكشف عن هويته: "يمكن أن يكون الانتشار الفعلي للمرض أعلى بثلاث إلى أربع مرات من المعلن. وتتوقع السلطات الصحية السعودية حلول الذروة في وقت ما من يونيو/حزيران".
وفقاً لأحد المصادر، فقد أُودع في البداية مرضى كوفيد-19 المستشفيات العامة، لكن "التعليمات الآن هي التعامل معهم في مستشفيات خاصة، لأن المستشفيات العامة أصبحت غارقة بالحالات".
فرضت المملكة، في 2 أبريل/نيسان، حظر تجوال على مدار الساعة في المدينتين المقدستين: مكة والمدينة، ضمن إجراءات احتواء المرض. ومع تخفيفه في 26 أبريل/نيسان، بعد بداية شهر رمضان المبارك، أُبقيت القيود سارية في مكة المكرمة.
يُذكر أنَّ حظر التجوال كان قد فُرض على مستوى المملكة منذ 25 مارس/آذار، وضمن ذلك حظر الدخول والخروج من مكة والمدينة والرياض، بالإضافة إلى تقييد الحركة بين محافظاتها الـ13.
مكة مركز المرض في المملكة: مع رزوح مكة تحت الإغلاق الصارم، يُعتقد على نطاق واسع أن المدينة المقدسة هي مركز تفشي المرض في المملكة. ومن المقرر أن يبدأ موسم الحج السنوي، الذي يشهد سفر ملايين المسلمين إلى مكة، في يوليو/تموز، لكن من المتوقع إلغاؤه أو تقليصه على نطاق واسع.
وفقاً لأحد المصادر الطبية، قد تعود المحافظات الأخرى إلى الإغلاق الكامل إذا زاد عدد الحالات هناك بنسبة 20%. وأضاف أن مستشفى جديداً أُنشئ بسعة 500 سرير في مدينة جدة على البحر الأحمر، بالإضافة إلى منشأتين أخريين لمعالجة العدد المتزايد من الحالات.
اتصل موقع Middle East Eye بالسلطات السعودية للتعليق، دون استقبال أي رد حتى وقت النشر.
ماذا عن الأُسرة الحاكمة؟ في يوم الأربعاء 29 أبريل/نيسان، قلل الأمير تركي بن فيصل آل سعود، وهو أمير سعودي والرئيس السابق للمخابرات، من التقارير الإعلامية التي تشير إلى أنَّ تفشي المرض كان أكبر من المعترف به.
رداً على تقرير نشرته صحيفة New York Times الأمريكية في 8 أبريل/نيسان، نفى الدبلوماسي السابق إصابة 150 فرداً من العائلة المالكة بالفيروس، واتهم الصحيفة بنشر معلومات مضللة، وقال إن الرقم الحقيقي أقل من 20.
حيث أفادت الصحيفة الأمريكية بأن الأطباء في مستشفى الملك فيصل بالرياض، حيث يُعالَج أفراد العائلة المالكة، يعدون ما يصل إلى 500 سرير؛ لارتفاع متوقع في عدد مرضى فيروس كورونا من عائلة آل سعود المالكة.
كما قالت إن المستشفى يملك جناحاً خاصاً لعلاج أفراد العائلة المالكة، خاصةً الملك سلمان البالغ 84 سنة، وإخوته. وأضافت الصحيفة أن أي مريض من الطاقم يعالَج الآن في مستشفى أقل نخبوية؛ لإفساح المجال أمام الأفراد المالكين القادمين.
عشرات الإصابات: وفقاً للتقرير، فإن عشرات من أفراد العائلة، من ضمنهم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير الرياض، عولجوا من كوفيد-19. وفي الشهر الماضي، أفاد موقع Middle East Eye بأن مستشفى الملك فيصل أُغلق مؤقتاً بعد ظهور اختبار إيجابي بـ"كوفيد-19″ لأحد أفراد الطاقم.
لكن الأمير تركي كتب لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، قائلاً: "الحقيقة أن أقل من 20 فرداً فقط من عائلة آل سعود أصيبوا بالعدوى، ولم تُخصَّص المستشفى لهم، بل يعالج المستشفى جميع المواطنين والمقيمين".
سجلت المملكة السعودية حتى الآن 21.402 حالة إصابة، و157 حالة وفاة من كوفيد-19، لتكون صاحبة أعلى الأرقام بين دول مجلس التعاون الخليجي الست.