ما زال مئات من مسلمي الروهينغا اللاجئين، عالقين في مياه البحر الفيروزية، عند التقاء خليج البنغال وبحر أندامان، لأزيد من 10 أسابيع، حيث تصطف قواربهم الخشبية في مواجهة الأمواج، بعد أن تم منعهم من الرسو في سواحل عدد من البلدان، آخرها بنغلاديش، وهو ما يعرِّضهم للجوع وخطر الاتجار بالبشر، بالإضافة إلى فيروس كورونا.
حسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، الجمعة 1 مايو/أيار 2020، فإن كل قارب يحمل مئات من مُسلمي الروهينغا الذين هم في أمسّ الحاجة لإيجاد ملاذٍ آمن والواقعين تحت رحمة تجّار البشر، وخطر الجوع وفيروس كورونا.
الاتجار بالبشر: علقت تلك القوارب بين سواحل عديد من البلدان، التي ترفض استقبالهم، لكن الأخطر هو احتمال تعرضهم لمخاطرة التلاعب بالبشر، إذ امتنعت الحكومة البنغلاديشية عن قبولهم، بحجّة أنها استقبلت كثيراً من الروهينغا وتحمّلت نصيباً هائلاً من عبء اللاجئين يفوق غيرها من البلدان.
ففي 15 أبريل/نيسان، تم إنقاذ قارب روهينغا من طرف خفر السواحل البنغلاديشيين، كان على متنه قرابة 400 فرد يعانون سوء التغذية والجفاف، وكثير منهم من الأطفال، كانوا في قبضة تجار البشر.
كما تتعرض النساء اللاجئات لأبشع أنواع الاستغلال والاتجار بالبشر.
في عام 2015، أعلنت الشرطة بماليزيا عن اكتشاف قرابة 140 مقبرة وقفصاً خشبياً في إحدى الغابات؛ لاستخدامها في الاتجار بالروهينغا والبنغلاديشيين الذين يحاولون شق طريقهم من تايلاند إلى ماليزيا.
وقد أدانت تايلاند في نهاية المطاف تسعة مسؤولين بتهمة المشاركة في مخططات الاتجار بالبشر.
لعنة كورونا: بالإضافة إلى ذلك، فإن عدداً من بلدان المنطقة ترفض السماح للقوارب بالرسو في موانئها وسط تفشّي فيروس كورونا المستجد، فيما يجتاح مناخ كراهية الأجانب بلداناً أخرى، وهو ما ضاعف من مِحن هذه الأقلية المسلمة ولم تجد بعدُ أي قبلة توليها.
ستيفن كورليس، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بنغلاديش، يقول إن بنغلاديش "تحمّلت مسؤوليات ثقيلة للغاية تجاه اللاجئين الروهينغا، ويجب ألا تُترك وحدها في مواجهة تلك التحدّيات".
غير أنه أكد في المناسبة ذاتها، أن "إبعاد أشخاص في حاجة ماسّة للمساعدة ليس حلاً".
لم تتأكّد إصابة أي من الروهينغا بالفيروس في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش، على الرغم من محدودية اختبارات الكشف عن الإصابات.
غير أن الخوف من انتشار الفيروس بين اللاجئين دفع حكومة بنغلاديش إلى منع نشاط معظم عمال الإغاثة، وفي ظل قواعد التباعد الاجتماعي المعمول بها للحد من انتشار الفيروس، فقد بعض الروهينغا وظائفهم المحدودة ذات الأجر الزهيد.
أوضاع مزرية في المخيمات: فقد مُنِع نحو 80% من عمّال الإغاثة من العمل في المخيمات، وتوقّفت الحملات الطبية المهمة، على غرار لقاحات الحصبة.
بينما يقول السكان إن المراحيض في مخيماتهم تفيض، فيما لا يجدون مياهاً كافية للاستحمام.
كما تسبب حظر الاتصال بالإنترنت عبر شبكة الهواتف المحمولة الذي فرضته حكومة بنغلاديش، في زيادة الأوضاع المعيشية سوءاً.
في هذه الظروف، ورغم مخاطر الرحلة التي تنتهي بهم على متن هذه القوارب، يقول بعض سكان المخيّم إن العبور إلى جنوب شرقي آسيا لا يزال يستحق المشقّة لأجله.