من المرتقب أن تعلن الإدارة الأمريكية، الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2020، عن قرار يقضي بالسماح بالاستخدام الطارئ للدواء التجريبي "ريمديسيفير" لشركة جيلياد ساينسيز لعلاج فيروس كورونا، وذلك وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
المصدر نفسه أكد، نقلاً عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية لم تسمه، أن مُنظمي تصنيع وتداول الدواء في الولايات المتحدة ربما يعلنون قرارهم بشأن هذا الدواء، اليوم.
بالتزامن مع ذلك، وحسب وكالة "رويترز"، فإن مسؤولاً كبيراً بالإدارة الأمريكية أكد أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم الإسراع في تطوير لقاح لفيروس كورونا، وتوفير 100 مليون جرعة بحلول نهاية 2020.
مؤشرات إيجابية: فيما قال أيضاً، أنتوني فوتشي، أكبر خبير للأمراض المعدية بأمريكا للصحفيين في البيت الأبيض، إن البيانات الأولية بشأن العلاج المحتمل تبدو مبشِّرة، لكن تحتاج مزيداً من المراجعة.
فوتشي، وفي تصريح نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، "أقر بأنه ليس لديه جدول زمني لموافقة إدارة الغذاء والدواء".
المتحدث نفسه اعتبر أن الدواء الجديد الذي طورته شركة Gilead Science له "تأثير إيجابي واضح ومحدّد" في تسريع شفاء ضحايا الفيروسات التاجية، مما يمنح الأمل للعلماء في تطوير علاج لمكافحة الوباء.
يدعم هذا التصريح إعلانُ الشركة الأمريكية المذكورة المتخصصة في صناعة الدواء، والتي قالت إن عقارها التجريبي المضاد للفيروس "رمدسيفير" ساعد على تحسُّن الأعراض في مرضى كوفيد-19 الذين تلقوا العقار مبكراً.
تفاؤل حذِر: في التصريح نفسه، حذَّر فوتشي، وهو عضو بارز في هيئة مكافحة الفيروسات التاجية بالبيت الأبيض، من أن نتائج التجارب على هذا الدواء المضاد للفيروسات ليست "ضربة قاضية".
غير أنه قام بمقارنته بعقار AZT المبكر لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، والذي أصبح أساس العلاجات المستقبلية لهذا الفيروس.
كما يعتقد الدكتور فوتشي أن هذا العقار "يفتح الباب أمام حقيقة أن لدينا الآن القدرة على معالجة الفيروس"، وصرح في هذا الخصوص قائلاً: "يمكنني أن أضمن لكم أنه كلما زاد عدد الأشخاص، ومزيد من الشركات، ومزيد من المحققين المشاركين، سيتحسن الوضع بشكل أفضل".
تفاؤل كبير الخبراء الأمريكيين يأتي على الرغم من نتائج "سلبية" لأبحاث مراكز طبية معروفة، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية، والتي قللت من "تأثير هذا العقار"، وفق ما أكده تقرير
دواء ينعش البورصة: حسب "وول ستريت جورنال"، فإن تأييد الدكتور فوتشي أنعش أسواق المال في بورصة وول ستريت بشكل كبير، بعد تسجيل ارتفاع مؤشر S&P 500 بنسبة 3.1%.
الأمر نفسه حدث في أوروبا، وفق وكالة "رويترز"، إذ ارتفعت الأسهم الأوروبية، بعد أن عززت التطورات الإيجابية صوب علاج محتمل لمرض كوفيد-19 موجة صعود في البنوك وشركات النفط، في حين قفزت أسهم "إيه.إم.إس" لأجهزة الاستشعار بعد نتائج قوية.
قال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى "أواندا" في نيويورك: "الشهية للمخاطر تعود بقوة بفضل أنباء أن رمدسيفير حقق الهدف الأوَّليّ".
قبل أن يستدرك: "لكن حريٌّ بالمتعاملين أن يتوخوا الحذر بعض الشيء، لأنه لم يثبت بعدُ أنه مأمون أو فعال في علاج كوفيد-19".