لا إغلاق ولا قيود خوفاً من كورونا.. كيف تواجه السويد الجائحة التي قتلت 120 ألف شخص في أوروبا؟

اختارت السويد نهجاً مغايراً لمواجهة الجائحة، إذ أصرت على إبقاء الأمور على طبيعتها، مع جعل التدابير الاحترازية اختيارية للمواطن.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/29 الساعة 13:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/29 الساعة 13:02 بتوقيت غرينتش
السويد تركت للمواطنين حرية أكبر في التعامل مع فيروس كورونا، مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى/ رويترز

بينما بدأ الأوروبيون في الخروج، بعد أسابيع من العزل خوفاً من انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي حصد في أوروبا وحدها أكثر من 120 ألف قتيل، اختارت السويد نهجاً مغايراً لمواجهة الجائحة، إذ أصرت على إبقاء الأمور على طبيعتها، مع جعل التدابير الاحترازية اختيارية للمواطن.

يقول تقرير شبكة Fox News الأمريكية، الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2020، يبدو أن إنهاء الحجر في برلين مختلف عنه في مدريد على سبيل المثال، إذ تضع كل حكومة قواعدها الخاصة، والمعدل الذي تدع فيه النصف مليار أوروبي يتذوقون الحرية مرة أخرى.

الحياة طبيعية في السويد: لكن السويد تمسكت باستمرار الحياة طبيعية في أثناء جائحة فيروس كورونا. وأفادت تقارير نشرتها صحيفة The New York Times أن معدلات الوفاة في السويد بلغت 22 من بين كل 100 ألف شخص.

ناشدت السويد -التي آمنت بالحرية التي ينادي بها المحافظون بدلاً من السلامة التي يدافع عنها الليبراليون حول العالم- شعبَها بتحمل مسؤولية فردية في تطبيق التباعد الاجتماعي بدلاً من إصدار أوامر ملزمة بالإغلاق. 

سيظل الفيروس عدواً موجوداً لفترة طويلة. وعلى المدى القصير سيكون الأمر متروكاً  على الصعيد العالمي لعدد من الأفراد، وبنسبة ما لصناع السياسات، ليتخذوا قرارات ستساعد في تشكيل مسار الفيروس.

قالت الدكتورة إميلي لندن، التي تترأس مكافحة العدوى في المركز الطبي لجامعة شيكاغو لوكالة Associated Press الأمريكية: "أعتقد أننا جميعاً ما زلنا بحاجة لتقييم الأمر. أنا لا أستضيف نادي الكتاب في منزلي، أنا ذاهبة إلى الطبيب لأخذ جرعة الحساسية لأن هذا فعل آمن". وأضافت: "قد تحاول جعل المسألة سياسية، أو اجعلها تتعلق بالحرية، لكنه فيروس. إنه علم أحياء، وعلم الأحياء غير قابل للتفاوض".

الأمر متروك للمواطنين: بينما ينزعج الكثير من الناس حول العالم بسبب الإغلاق الذي تفرضه الحكومات بسبب جائحة فيروس كورونا، نرى المقابل في السويد.

قال جوهان ماتسون (44 عاماً) وهو يتناول شراباً في أحد المقاهي: "احترامي لكل من ماتوا، لكننا نفعل أمراً صحيحاً هنا في السويد".

كما أوضح لصحيفة The New York Times الأمريكية: "لا أرى إحصائيات مختلفة كثيراً في الكثير من الدول الأخرى". وأضاف: "أنا سعيد لأننا لم ندخل في حالة إغلاق، لا بد أن تستمر الحياة".

منعت السويد التجمعات التي تجمع أكثر من 50 شخصاً، وأغلقت المدارس الثانوية والجامعات، وحثت مَن تجاوزوا الـ70 عاماً أو من هم أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس على عزل أنفسهم، وهو مسار أقل حدة كثيراً مما اتخذته معظم الدول. ظلت مدارس الأطفال الأصغر مفتوحة، وكذلك المطاعم ومعظم الأعمال التجارية، وهو ما يترك انطباعاً بأن السويديين يعيشون حياتهم الطبيعية كالمعتاد.

أعلنت السويد عن 400 حالة وفاة فقط أكثر من المتوقع في الفترة بين 9 مارس/آذار و19 أبريل/نيسان 2020. وفي الأسبوع الماضي قال مسؤولو الصحة إن أكثر من 26% من سكان ستوكهولم الذين يبلغ عددهم 2 مليون نسمة سيكونون عرضة للإصابة قبل 1 مايو/أيار 2020.

تحميل المزيد