ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الغياب الملحوظ لغاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب وزوج ابنته، عن الجهود المتعلقة بمكافحة أزمة كورونا، دفعت البعض للتشكيك في المهام التي يقوم بها، وقال أحد مسؤولي البيت الأبيض إن ما يفعله كوشنر وفريقه "غير واضح".
تقرير لموقع The Raw Story الأمريكي، نُشر الثلاثاء 28 أبريل/نيسان 2020، قال إن بعض الولايات اشتكت من إمكانية تدخل مستشار ترامب الأبرز في توجيه الدعم المخصص لمواجهة كورونا، كما واجه مشروع "Airbridge" الفيدرالي الذي يشرف عليه انتقادات كثيرة بسبب دعمه لشركات الأدوية على حساب دافعي الضرائب.
غياب مثير للشك: نقل موقع The Daily Beast الأمريكي عن عدد من مسؤولي البيت الأبيض قولهم إن غاريد كوشنر قد "تغيب عن الجهود المتعلّقة بأزمة فيروس كورونا" خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تولّيه دوراً قيادياً على صعيد الأنشطة التجارية المتعلّقة بمعدّات مواجهة الأزمة.
يتعاون كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب مع وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين، والمستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو في خطط ترمي إلى إعادة فتح اقتصاد البلاد، وهو أمر سيتطلّب زيادة كبيرة في إجراء اختبارات الكشف عن الإصابات وإمداد المستشفيات بمعدّات الحماية الشخصية على نحوٍ يُعتدّ به. ولكن كوشنر قد غاب عن مشهد الجهود المعنية بتوسيع نطاق إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس ومعدّات الحماية، على الرغم من إدارته فرقة عمل معنية بتعزيز سلسلة الإمدادات المتعلّقة بأزمة فيروس كورونا.
بينما قال أحد مسؤولي البيت الأبيض في حديث مع موقع The Daily Beast إن ما يفعله كوشنر وفريقه على مدار الأسبوعين الماضيين "غير واضح".
مهام كبيرة يقوم بها كوشنر: دافع أحد مسؤولي الإدارة عن مستشار الرئيس قائلاً: "هناك متطلّبات يومية أقل يتعيّن على غاريد الإيفاء بها"، وذلك لأن سلسلة التوريد قد تحسّنت، فيما رفض عدد من المسؤولين هذا الادّعاء، مشيرين إلى أن العديد من المستشفيات لا تزال تفتقر إلى الإمدادات، كما أن اختبارات الكشف عن الإصابات أدنى بكثير مما يؤهّل البلاد للبدء في تخفيف قيود التباعد الاجتماعي.
فيما أعرب رئيسا لجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب ولجنة الأمن الداخلي عن "قلقهما" من أن كوشنر قد "يتحايل على البروتوكولات التي تضمن التعامل مع طلبات جميع الولايات بالشكل المناسب"، ومن أن "يُصدر تعليمات لمسؤولي وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية لإعطاء الأولوية لطلبات محددة من القادرين من التواصل معه شخصياً".
وقال مسؤولون سابقون في لجنة الأمن الداخلي إن محاولات كوشنر لتحسين النظام قد عرقلت بالفعل سلسلة التوريد.
مشروع كوشنر المثير للجدل: أجرى كوشنر اتصالات هاتفية بغرض توفير المعدّات الطبيّة اللازمة للدول التي هي في أمسِّ الحاجة إليها، ولكن على صعيد آخر، كان له دور فعال أيضاً في تدشين مشروع "Airbridge" الفيدرالي المعنيّ بنقل الإمدادات من الصين إلى الشركات الخاصّة لبيعها للولايات. وواجه ذاك البرنامج انتقادات كبيرة على خلفية دعمه شركات الأدوية الكبيرة من جيوب دافعي الضرائب، والسماح للشركات ببيع المعدات الطبيّة للولايات دون ضوابط بشأن التكاليف.
وشكى أيضاً مسؤولو المستشفيات وحاكمو الولايات من أن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ قد صادرت أجهزة التنفّس الصناعي ومعدّات الحماية الشخصية من الولايات، الأمر الذي تنفيه الوكالة. وقال مسؤولون في الولايات للموقع إن فريق كوشنر "تدخّل في سلسلة التوريد للدرجة التي أعاقت احتفاظهم بالإمدادات التي اشتروها".