كشفت وكالة Bloomberg الأمريكية أن علماء صينيين بارزون قالوا إن فيروس كورونا المستجد لن يُقضى عليه، مضيفين للإجماع المتنامي حول العالم أن الفيروس على الأرجح سيعود في موجات كل عام مثل الإنفلونزا.
على الأغلب لن يختفي الفيروس المستجد بالطريقة التي اختفى بها فيروس سارس الذي ينتمي إلى نفس سلالته منذ 17 عاماً، لأنه يصيب بعض الناس دون أعراض واضحة مثل الحمى. وهذه المجموعة من حاملي المرض دون أعراض يصعبون احتواء المرض بالكامل، إذ يمكنهم نشر الفيروس دون معرفة ذلك، حسبما ذكر مجموعة من الباحثين الطبيين والباحثين في مجال الفيروسات للصحفيين في بكين خلال مؤتمر صحفي أمس الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020.
لهذا السبب يصعب التحكم في كورونا: إذ إنه خلال أزمة انتشار فيروس سارس، من أُصيبوا كانوا يمرضون بشدة. وبمجرد عزلهم عن الآخرين، توقف الفيروس عن الانتشار.
على العكس، نجد أن الصين ما زالت تكتشف يومياً عشرات الحالات المصابة بفيروس كورونا ممن لا تظهر عليهم الأعراض على الرغم من أنها سيطرت على الوباء لديها.
جين تشى، مدير معهد بيولوجيا الكائنات المسببة للأمراض في أكبر معهد للبحوث الطبية في الصين وهو الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، قال: "من المحتمل جداً أن يتعايش هذا الوباء مع البشر لفترة طويلة، ويصبح موسمياً ويبقى في أجساد البشر".
فيما يتشكّل إجماع بين الباحثين والحكومات حول العالم على أن الفيروس لن ينتهي على الأغلب، على الرغم من الحجر المكلف الذي هوى بالكثير من الاقتصاد العالمي.
ينادي بعض خبراء الصحة العامة بالسماح للفيروس بالانتشار بطريقة محكومة من خلال السكان الأصغر سناً مثل خبراء الهند، بينما توجد دول مثل السويد اختارت عدم المشاركة في إجراءات الحجر الصارمة.
هل يصبح كورونا مرضاً موسمياً؟ أنتوني فوتشي، مدير المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، قال بدوره في الشهر الماضي إن كوفيد-19، المرض الذي يسببه هذا الفيروس ربما يصبح مرضاً موسمياً. واستشهد بدليل أن الحالات الآن تزداد في بلاد نصف الكرة الجنوبي إذ يبدأ لديهم فصل الشتاء الآن.
تجاوز عدد المصابين 3 ملايين شخص وقُتل أكثر من 210 آلاف شخص في هذه الجائحة العالمية.
وبينما أعرب البعض ومن بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن أملهم أن انتشار الفيروس سيكون أبطأ مع ارتفاع درجة الحرارة في نصف الكرة الشمالي في الصيف، قال الخبراء الصينيون يوم أمس الإثنين إنهم لم يجدوا دليلاً على ذلك.
قال فانغ غويتشاينغ، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى جامعة بكين الأولى: "الفيروس حساس للحرارة بالفعل، لكن هذا يكون عندما تصل الحرارة إلى 56 درجة سيلزيوس لمدة 30 دقيقة، والطقس لن يصل إلى هذه الدرجات أبداً". وأضاف: "لذلك حتى في فصل الصيف، على المستوى العالمي، فرصة الانخفاض الكبير في عدد الحالات ضئيلة".