في الوقت الذي يتجاوز فيه عدد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم 3 ملايين، تستعد العديد من الدول، الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020، تخفيف إجراءات أكبر حظر صحي شهده العالم في العصر الحديث، في انتظار إيجاد لقاح أو علاج ملائم لوباء كوفيد 19 الذي أودى بحياة نحو 200 ألف شخص حتى الآن.
استقرار تفشي الوباء في بعض الدول: هذا التحرك باتجاه تخفيف إجراءات الحجر الصحي، يأتي في وقت تشهد فيه العديد من الدول حول العالم بداية استقرار تفشي الوباء ووفياته، ففي الدول الأوروبية الأربع الأكثر تضرراً منه سجلت، أمس الأحد، انخفاضاً ملحوظاً بعدد الوفيات اليومية، فقد رصدت إسبانيا 288 وفاة، وإيطاليا 260 وفاةً، وفرنسا 242 وفاة، بينما توفي 413 شخصاً في مستشفيات المملكة المتحدة وهي الحصيلة الأدنى منذ أواخر مارس/آذار.
كما شهدت تركيا أيضاً، أمس الأحد، أقل حصيلة يومية في عدد الإصابات منذ ما يزيد على 20 يوماً، في حين لم تسجل الصين أي وفاة منذ 10 أيام وأعلنت مدينة ووهان -بؤرة تفشي الفيروس- خالية من الإصابات، كما أعلنت السلطات الصحية في ووهان أن المدينة أصبحت خالية تماماً من الإصابات.
هذا الوضع الحالي، الذي تشهده العديد من دول العالم، دفع بعض الحكومات للمضيّ قدماً في اتخاذ العديد من الإجراءات كخطوات أولى للعودة إلى الحياة الطبيعية، وفكّ الحجر الصحي عن المدن والسكان.
في إسبانيا: سمحت السلطات في مدريد للأطفال اعتباراً من أمس الأحد بالخروج من بيوتهم بعد 6 أسابيع من الحجر، واللعب في الخارج، لكن وسط قيود تفرض عدم التقارب.
هذا التحرك يأتي ضمن خطة الحكومة الإسبانية التي ستقدمها غداً الثلاثاء، لتخفيف تدابير العزل الذي مُدد حتى 9 مايو/أيار، ويتوقع أن يبدأ تنفيذها منتصف مايو/أيار.
أما في إيطاليا، فمن المفترض أن تعلن روما مطلع الأسبوع عن الإجراءات التي تخطط لاتخاذها اعتباراً من 4 مايو/أيار وكذلك موعد تخفيف إجراءات العزل. لكن المدارس في هذا البلد تبقى مغلقة حتى سبتمبر/أيلول.
كما تنوي الحكومة الإيطالية أيضاً اعتباراً من 4 مايو/أيار البدء بحملة فحوص مصل الدم، تشمل 150 ألف شخص على الصعيد الوطني، رغم أن منظمة الصحة العالمية بددت آمال من يعتمدون على تمتع المصابين السابقين بفيروس كورونا المستجد بمناعة تقيهم الإصابة مجدداً، ما قد يسهل عمليات الخروج من العزل عبر إصدار "شهادات مناعية".
في الصين: عاد عشرات آلاف الطلاب إلى المدارس في شنغهاي وبكين الإثنين بعد نحو أربعة أشهر من الإغلاق لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد مع الالتزام المشدد بإجراءات الوقاية، فيما تعود أكبر مدن الصين تدريجياً إلى الحياة الطبيعية.
كما استأنف طلاب شنغهاي في عامهم الدراسي الأخير أو الصفوف الثانوية الدراسة، فيما سُمح فقط لطلاب التعليم العالي في بكين بالعودة إلى المدارس للتحضير للفحص المهم لدخول الجامعة.
المشهد في سويسرا كان مختلفاً قليلاً، فقد فتحت البلاد أبواب متاجرها، وبات بإمكان السويسريين زيارة مصففي الشعر بدءاً من اليوم الإثنين.
لكن الأمر لم يعد لطبيعته، فقد وضعت الحكومة شروطاً على المواطنين للتقيّد بالتدابير الصحية، مقابل السماح للحلاقين والمعالجين الفيزيائيين والأطباء وصالات التدليك ومحلات الزهور ومعدات الحدائق، وكذلك دور الحضانة، باستئناف أنشطتها في الدولة.
وفي لندن يعود أخيراً بوريس جونسون الذي أصيب بالفيروس، إلى العمل الإثنين، في خطوة ينتظرها البريطانيون بشدة، لمعرفة مشاريع رئيس وزرائهم بشأن دعم الاقتصاد والخروج من العزل.
أما الولايات المتحدة فتستعد الحكومة هناك لاستئناف بعض الأنشطة الاقتصادية، كما في ولاية نيويورك، حيث يمكن لبعض الأنشطة التصنيعية وأعمال البناء أن تبدأ بعد 15 مايو/أيار.
كما يحاول العاملون في "شاحنات الطعام" البحث عن الزبائن المحجورين ليتمكنوا من الاستمرار.
في أنحاء أخرى من العالم تبدو العودة إلى الحياة الطبيعية بعيدة. ففي البيرو، أعرب الرئيس مارتن فيزكارا عن استيائه من تشكّل الطوابير الطويلة دون احترام تدابير التباعد الاجتماعي فقط من أجل شراء الجعة.
كما قال في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي: "بدا كأننا في يوم سبت احتفالي"، مضيفاً: "لم ندرك بعد فعلاً حجم المشكلة". ويفترض أن يستمر الحجر الصحي في البيرو، التي تسجل إجمالي 728 وفاة، حتى العاشر من مايو/أيار، مع حظر تجول ليلي وإغلاق للحدود.
في البرازيل، أطلق الزعيم القبلي راؤوني، الذي يُعد رمزاً في مكافحة إزالة الغابات في الأمازون، نداءً لطلب مساعدات بهدف دعم السكان الأصليين العرضة للتضرر بشكل خاص من الفيروسات والأوبئة مثل كوفيد 19.
العالم الإسلامي: يدخل المسلمون في العالم الإسلامي والدول العربية بشكل خاص يومهم الرابع من الصوم وهم في الحجر المنزلي، دون السماح بالصلوات الجماعية، أو مشاركة الإفطار، فالمساجد أغلقت أبوابها، والتجمعات العائلية محظورة.
لكن يخشى أن يؤدي خرق تلك التدابير إلى قفزة في تفشي الفيروس من جديد، لا سيما في باكستان، حيث تجمّع المصلون في المساجد متجاهلين التوصيات الصحية.
وخففت السعودية من جهتها جزئياً من حظر التجول العام، باستثناء مكة المكرمة.
في لبنان، تجاهل متظاهرون حظر التجول، وجالوا الطرقات مساء الأحد تنديداً بتدهور الوضع الاقتصادي.