وُجِّهت أصابع الاتهام إلى الصين باستغلال جائحة كورونا كذريعة لاتخاذ بعض التدابير الجريئة والاستفزازية، لاسيّما التوسّعات في بحر الصين الجنوبي، وحملات القمع التي تشنّها على النشطاء في هونغ كونغ، والمزيد من الاعتقالات في صفوف الناشطين على البر الرئيسي للبلاد. ورجَّح بعض المحللين أن بكين تبعث برسالةٍ مفادها أن سياسة الصين العنيفة التي تنتهجها لا تزال قائمة كعادتها، أو تختبر نقاط ضعف خصومها.
اعتقالات النشطاء: تقرير صحيفة The Guardian البريطانية قال إن الحكومة الصينية ونظراءها الداعمين في هونغ كونغ استغلوا ذاك الفاصل الزمني -إثر الجائحة- لمحاولة التأكّد من أن الاحتجاجات التي هزّت أركان هونغ كونغ على مدار شهور لن تتأجج من جديد.
أُلقي القبض على أكثر من 700 شخص بتهمٍ تتعلّق بمسيرات احتجاجية، لكن الاعتقالات التي طالت شخصيات بارزة في فبراير/شباط، ثم عادت من جديد يوم السبت، قد وجّهت أصابع اللوم الشديد إلى السلطات.
مارتن لي، البالغ من العمر 81 عاماً، ومؤسس الحزب الديمقراطي في هونغ كونغ، قال إنه سيكون هناك المزيد من القتلى والاحتجاجات إذا حاولت السلطات تمرير قوانين مكافحة التخريب قبل الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في سبتمبر/أيلول. وأضاف في حديث أجراه مع صحيفة The Guardian البريطانية قائلاً: "لن يُبدي الحزب الشيوعي أيّ رحمة".
الناشط المخضرم، والسياسي لي تشوك يان، الذي أُلقي القبض عليه في حملتي الاعتقالات كليهما قال: "هم يستغلّون فرصة الجائحة كي لا نتمكّن من الخروج في مسيرات".
بعد أربعة أعوام ونصف العام في السجن قضاهم المحامي بمجال حقوق الإنسان، وانغ كوانشانغ، إثر تهم "التخريب"، أُطلِق سراحه من أحد السجون الصينية قبل أسبوعين، ولكنّه سُرعان ما أُرسِل إلى الحجر الصحي الإجباري في بلدته الأم جينان، وليس بكين، التي يسكنها مع زوجته وابنه.
الجماعات الحقوقية انتقدت تلك الممارسة التي تنتهجها السلطات، وتتمثّل في "الإفراج غير المُطلق" عن المعارضين.
اختفى 3 صحفيين مواطنين في ووهان بعدما أبلغوا عن تفشي المرض؛ وهم تشين تشيوشي، وفانغ بين، ولي زيهوا، وظهر لي خلال الأسبوع الماضي في مقطع فيديو يسرد فيه تفاصيل احتجازه على أيدي الشرطة وإخضاعه للحجر الصحي القسري.
دولة واحدة، نظام واحد: رغم أنه من المفترض أن هونغ كونغ تتمتّع بنظام الحكم شبه الذاتي حتّى عام 2074، قبل أن تعود تحت مظلّة الحُكم الصيني، أشار البعض خلال الأسبوع الماضي إلى أن الصين تحاول تقديم هذا الموعد المفترض لضمّ هونغ كونغ إلى حُكمها.
الأسبوع الماضي، هاجمت أبرز منظّمتين لبكين في المنطقة، وهما مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو، ومكتب اتصالات هونغ كونغ، الحجج السياسية المحلية في هونغ كونغ، وانتقدت المشرعين المؤيدين للديمقراطية على خلفية تكتيكات الأنشطة الثورية، وتراكم التشريعات.
زعمت سلطات بكين أن الحماية الواردة في إحدى مواد القانون الأساسي لا تنطبق عليهم، وأن الحكومة المركزية قد مارست "الحكم الكامل" على هونغ كونغ.
بحر الصين الجنوبي: وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتهم الصين باستغلال تركيز العالم على الفيروس، وممارسة ما وصفه بـ"سلوكيات استفزازية"، من بينها تعزيز وجودها في بحر الصين الجنوبي.
قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الصينية CGTN، يوم السبت، إن الصين قد أقامت مناطق إدارية في جزر باراسيل، وجزر سبراتلي، المُتنازع على ملكيتها.
طنين أعلى تايوان: تنشر الصين بانتظام دوريات بالطائرات المقاتلة بالقرب من تايوان، التي تزعم أنها جزء من أراضيها، رغم أنها لم يسبق لها قطّ حكم الجزيرة. وفي منتصف مارس/آذار أرسل جيش التحرير الشعبي طائرات حربية عبر خط وسط مضيق تايوان، واقتربت المروحيات لفترة وجيزة من تايوان. ودفعت تلك الخطوة، التي قال محللون إنها تهدف جزئياً إلى تخويف تايوان على الأقل، تايوان إلى التشويش على الطائرات المقاتلة لاعتراضها.
الاستثمار في الهند: أقرّت العديد من الدول بما في ذلك الهند وأستراليا قوانين أو لوائح جديدة بشأن الاستثمارات الأجنبية، في خضمّ المخاوف المتعلّقة بعمليات الاستحواذ الصينية، في الوقت الذي تكافح فيه الدول والشركات خلال جائحة كورونا.
اشترى بنك الشعب الصيني هذا الشهر أسهماً في HDFC، أكبر مقرض للرهن العقاري في الهند، وحصل في النهاية على حصّة تزيد على 1%.
بحسب وسائل إعلام محلية، فبموجب القوانين الجديدة في الهند يتعيّن على أي شخص من دولة تقع على حدود الهند الحصول على موافقة الحكومة قبل أي نوع من الاستثمار.