اختبارات الأجسام المضادة لفيروس كورونا: إلى ماذا توصلنا؟ وما الذي تخبرنا به الاستطلاعات الأولية ؟

بدأت بالفعل اختبارات الأجسام المضادة؛ لمحاولة إيجاد علاج لفيروس كورونا، في عديد من الدول، وتعتبر الاستطلاعات الأولية لهذه الاختبارات مؤشراً على مدى دقة أعداد المصابين فعلياً بالفيروس حول العالم.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/26 الساعة 13:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/26 الساعة 13:01 بتوقيت غرينتش
social media\ اختبار الأجسام المضادة

بدأت بالفعل اختبارات الأجسام المضادة؛ لمحاولة إيجاد علاج لفيروس كورونا، في عديد من الدول، وتعتبر الاستطلاعات الأولية لهذه الاختبارات مؤشراً على مدى دقة أعداد المصابين فعلياً بالفيروس حول العالم.

فلنتعرف معاً على ماهية هذه الاختبارات، وعلى النتائج التي أوجدها العلماء حتى الآن بناء على الاستطلاعات الأولية لاختبارات الأجسام المضادة، حسبما ورد في مجلة New Scientist البريطانية.

ما هي اختبارات الأجسام المضادة؟

يوجد توجُّه في عدة دول حول العالم لدراسة إمكانية علاج فيروس كورونا بالبلازما المحتوية على أجسام مضادة.

تقوم فكرة العلاج ببساطة على أخذ بلازما من أجسام المرضى الذين أصابهم الفيروس ثم تماثلوا للشفاء، على اعتبار أن أجسادهم استطاعت تطوير أجسام مضادة للمرض.

وبحقن هذه الأجسام المضادة في أجساد المصابين بالمرض، قد يتماثل أولئك كذلك للشفاء.

ولا تعتبر تقنية العلاج بالبلازما المحتوية على الأجسام المضادة تقنية حديثة، فقد تم استخدامها مسبقاً لعلاج وباء الإنفلونزا الإسبانية الكبير، في عام 1918.

social media\ اختبار الأجسام المضادة
social media\ اختبار الأجسام المضادة

ما تخبرنا به هذه الاختبارات عن أعداد المصابين حول العالم

كشفت بعض الاستطلاعات الأولية التي تبحث في عدد من لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا، أن عدد الأشخاص المصابين بالعدوى أكثر بكثير مما نعتقد، ولكن ينبغي أن نكون حذرين للغاية عند التعاطي مع تلك النتائج الأولية.

تعتمد كل الاختبارات التي أُجريت حتى الآن تقريباً على وجود الفيروس في المسحة الأنفية والحلقية، ولكن لا يخضع جميع من يُشتبه في إصابتهم بالفيروس للفحص والاختبار بالطريقة نفسها.

لذا نعلم أن العدد الفعلي للحالات في أي بلد أو منطقة أعلى بكثير من الأرقام الرسمية، ولتحديد هذه الأرقام بشكل دقيقٍ أهمية كبيرة لتحديد أفضل استراتيجية لإنهاء حالة الإغلاق أو تدابير التباعد الاجتماعي.

نسب مثيرة للاستغراب

عكس اختبارات المسحة الأنفية والحلقية، تبحث اختبارات الأجسام المضادة عن عدد الأشخاص الذين تكونت في دمائهم أجسام مضادة لفيروس كورونا، واستطاعوا من ثم التغلب على المرض بعد إصابتهم به.

ووجود هذه الأجسام المضادة يعتبر مؤشراً على إصابة حاملي هذه الأجسام بالعدوى بوقت سابق. 

على سبيل المثال، وجدت دراسة أُجريت بمستشفى زونغنان في ووهان بالصين، أن 2% من الطاقم الطبي، البالغ عدده 3.600 فرد، لديهم أجسام مضادة للفيروس.

وهذه النسبة منخفضة لدرجة تثير الاستغراب، بالنظر إلى تفشي المرض في ووهان، وأن طاقم العمل بهذه المستشفى أكثر عرضة من غيره للإصابة بالعدوى.

وعلى النقيض، وجدت دراسة أُجريت في مقاطعة سانتا كلارا، بولاية كاليفورنيا، التي شهدت 50 حالة وفاة فقط نتيجة الإصابة بالفيروس حتى الآن، أن 4% من الأشخاص هناك أُصيبوا بالعدوى بالفعل، أي ما يعادل 85 ضعف الأعداد الرسمية، بناء على استطلاع أُجري على 3000 شخص.

وبناء على تلك النتيجة، قدّر الفريق نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بالفيروس بنحو 0.2% من الإصابات، وهي نسبةٌ أقل بكثير من التقديرات الأخرى، التي تتراوح بين 0.7% و3.4%.

لكن هذه الدراسة، التي لم تحظَ بأي مراجعة من زملاء بحثيين، والدراسات المماثلة تتعرض لانتقادات هائلة. 

يقول دانيل لوريمور، من جامعة كولورادو: "يجب ألا نعتمد في اتخاذ قراراتنا وتحديد سياساتنا، على النشرات الإخبارية وعناوين الصحف، حتى تُراجَع تلك الدراسات جيداً. من المهم للغاية وضع الأمور في نصابها".

social media\ اختبار الأجسام المضادة
social media\ اختبار الأجسام المضادة

مشاكل تصادف هذا النوع من الاختبارات

يعتبر اختبار الأجسام المضادة مؤشراً يخبرنا بعدد المصابين السابقين بالفيروس، لكن في هذه الحالة هناك مشكلتان رئيسيتان: الأولى هي أنه عندما تصاب نسبة ضئيلة من السكان بالعدوى، قد يبالغ اختبار الأجسام المضادة إلى حدٍّ كبير في عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس من قبل.

والمشكلة الثانية هي أنه من الصعب اختبار عينة تكون ممثلة عن سكان المنطقة، لذا قد تنحرف النتائج في النهاية كثيراً.

تقول ميريت ميلين، من المعهد الوطني الفنلندي للصحة والرفاه: "حسابياً، تكون هذه الطريقة مشكلة عندما يكون معدل الانتشار منخفضاً جداً".

لأنه وفي هذه الحالة، يمكن أن يكون عدد الأشخاص الذين حددت الاختبارات بالخطأ إصابتهم السابقة بفيروس كورونا (النتائج الإيجابية الكاذبة) أعلى من عدد الأشخاص الذين أُصيبوا فعلياً.

على سبيل المثال، نفترض أن اختبار الأجسام المضادة لديه حساسية 99%، وأن نتيجة واحدة من بين كل 100 نتيجة تكون إيجابية كاذبة.

إذا أصيب 50% من السكان بالعدوى، فسوف تخبرك الفحوصات بأن 51% من السكان لديهم أجسام مضادة، وهو رقم قريب جداً.

ولكن إذا كان 0.1% من السكان هم المصابين، فسوف تخبرك الفحوصات بأن نحو 1% من السكان مصابون بالفيروس، أي عشرة أضعاف النسبة الفعلية.

بإمكان الباحثين إصلاح ذلك، وعُدلت نتائج مقاطعة سانتا كلارا لتضع ذلك الأمر في حسبانها.

إلا أن التعديلات استندت إلى أن حساسية الاختبار 99.5%. ولكن إذا كانت حساسية الاختبار أقل قليلاً، 98.5% على سبيل المثال، تكون بذلك كل العينات الإيجابية المسجلة "إيجابية كاذبة".

المشكلة الأخرى هي طريقة استقطاب متطوعين لإجراء اختبار الأجسام المضادة.

اجتذبت دراسة مقاطعة سانتا كلارا المتطوعين عبر منصة فيسبوك، لذا من المحتمل أن الأشخاص الذين كانوا يشتبهون في إصابتهم بفيروس كورونا هم من بادروا بالتطوع؛ من أجل الاطمئنان على أنفسهم.

من المفترض أن تختار الدراسات العلمية من هذا النوع الأشخاص عشوائياً.

ينبغي إجراء دراساتٍ أفضل تمنحنا فكرة أوضح عن العدد الحقيقي للمصابين.

على سبيل المثال، يستخدم فريق ميريت ميلين في المعهد الوطني الفنلندي للصحة والرفاه اختباراً ثانياً لتأكيد كل النتائج الإيجابية، ويتوقعون الوصول إلى نتائج بنهاية الشهر الجاري.

تحميل المزيد