قالت منظمة الصحة العالمية، السبت 25 أبريل/نيسان 2020، إنه "لا يوجد دليل" حالياً على أن المتعافين من فيروس كورونا المستجد، ولديهم أجسام مضادة، غير معرضين لعدوى ثانية بفيروس كورونا المستجد، منتقدة في ذات الوقت من فكرة إصدار "جوازات حصانة" لمن طوروا مناعة ضد الفيروس.
غموض الفيروس: يأتي توضيح منظمة الصحة العالمية حول احتمالية إصابة مريض كورونا بالفيروس مرة أخرى، في وقت باشرت فيه العديد من الدول رفع تدابير الحجر المنزلي، وقللت معها من قيود التنقل سواء عبر وسائط النقل أو مشياً على الأقدام.
كذلك فإن تحذير منظمة الصحة جاء بعد تأكيدات رسمية في كوريا الجنوبية من أن 116 شخصاً على الأقل قد أُعلن عن تعافيهم من فيروس كورونا، ثبتت إيجابية تحاليل جديدة أُجريت لهم للإصابة بالفيروس.
زاد ذلك من حيرة العلماء عن أسباب انتكاستهم حيث يواصل مسؤولون صحيون البحث لمعرفة الإجابة، بحسب وكالة رويترز.
في سياق متصل، طرح خبراء احتمال إصدار "جوازات مرور مناعية" تسمح للذين طوروا مناعة ضد الفيروس بمعاودة العمل قبل سواهم، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تجري حالياً دراسات واسعة النطاق بهذا الصدد في ألمانيا، حيث خضع عشرات آلاف الأشخاص لمثل هذه التحاليل، كذلك يبدي الباحثون والسياسيون في بلدان أخرى اهتماماً بفحص مستوى المناعة لدى المواطنين.
ففي ولاية نيويورك، أعلن الحاكم أندرو كومو الأسبوع الماضي الشروع في إجراء تحاليل بشكل مكثف لمعرفة عدد الأشخاص الذين سبق أن التقطوا الفيروس، وسمحت إدارة الأغذية والأدوية، الوكالة الفيدرالية الأمريكية المشرفة على الصحة العامة، لمصنعي هذه الفحوص ببيعها بدون الحصول على إذن رسمي.
تحذير رسمي: غير أن منظمة الصحة العالمية وأطباء حذروا من هذه الفحوص، مشيرين إلى الشكوك المحيطة بمدى دقتها ومصداقية نتائجها، خصوصاً أنه لم تعرف حتى الآن مدة استمرار المناعة المكتسبة ضد فيروس كورونا المستجد.
بالتالي، فإن الحصول على نتيجة إيجابية للفحص المصلي تشير إلى وجود أجسام مضادة للفيروس، لا يعني بالضرورة زوال الخطر.
في هذا السياق، قالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية لوكالة الأنباء الفرنسية: "بعدما نحصل على فحوص تمت المصادقة عليها، لن نعرف أبدا ما إذا كانت النتيجة الإيجابية تعني فعلاً الحماية من المرض، ولا مدى استمرارية هذه الحماية".
بدوره، أشار العضو في مجلس إدارة الاتحاد الألماني للأطباء الأحيائيين ماتياس أورث إلى مشكلة كبرى أخرى تتعلق بنوعية النتائج، إذ لا يزال من الممكن أن تكون "سلبية خاطئة"، مضيفاً: "هناك أيضاً فيروسات كورونا أخرى طفيفة لا تتسبب بأمراض خطيرة ويمكن أن تحرف النتيجة".
كذلك أكد أورث أن الفحوص المصلية، التي تعد بإعطاء نتيجة في غضون ربع ساعة من خلال تحليل بضع قطرات دم تسحب من الإصبع في المنزل، مجرد "هراء"، وشدد على أنه سيتم إنتاج فحوص ذات نوعية أفضل خلال الأسابيع المقبلة لكن "لم نصل إلى هذه المرحلة بعد".
كورونا في العالم: حتى السبت 25 أبريل/نيسان 2020، وصل عدد المصابين بفيروس كورونا في أنحاء العالم إلى 2 مليون و822 ألفاً، بينما بلغ عدد الوفيات 197.578.
تأتي الولايات المتحدة في مقدمة البلدان الأكثر تضرراً من الفيروس، تليها إسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا.