في الإحاطة الصحفية اليومية لخلية إدارة أزمة فيروس كورونا بالبيت الأبيض، على غير العادة، لم يتلق الرئيس دونالد ترامب أي أسئلةٍ من الصحفيين في اليوم التالي مباشرةً لاقتراحه بأن حقن المرضى بالمطهرات -وهو أمرٌ في غاية الخطورة- قد يعمل على قتل فيروس "كوفيد-19".
لم يُتح إلا لصحفي واحد، هو ويجيا يانغ، من قناة CBS News طرح سؤال على مفوض إدارة الغذاء والدواء ستيفن هان، في منتصف المؤتمر، حول مصداقية بعض فحوصات الفيروس التي تُجرى للكشف عن المرض.
بعد أن ختم ترامب، وهان، ونائب الرئيس مايك بينس تصريحاتهم المكتوبة مسبقاً، غادر الرجال الثلاثة الغرفة، تاركين زمرةً من الصحفيين خلفهم يطرحون الأسئلة، فيما كان المسؤولون الثلاثة يغادرون.
عادةً ما تبدأ تلك الإحاطات الطويلة في أغلب الأحيان بدايةً سلسةً، لكنها تُصبح فوضويةً أحياناً حين يبدأ الصحفيون في الضغط على ترامب بشأن تعليقات أو تغريدات أو ادعاءات سابقة له. وخلال فقرات طرح الأسئلة كان الرئيس فيما مضى قد عنّف صحفيين، وعارض كبار خبرائه الطبيين، وادَّعى ادعاءات غير دقيقة حول علاجات محتملة لفيروس كورونا.
وقف بثّ مؤتمراته: حتى إن بعض الصحفيين، مثل كاتبة صحيفة Washington Post، مارغريت سوليفان، قد طلبوا بسبب وقائع مثل تلك إيقاف بث الإحاطة حول فيروس كورونا من البيت الأبيض. وفي مارس/آذار، بدأت بعض الشبكات الإعلامية الاقتطاع منها من وقتٍ لآخر.
عدة مصادر لشبكة CNN الأمريكية قالت إن جهوداً مكثفةً قد بُذلت بين مساعدي ترامب وحلفائه لثني الرئيس عن تقديم الإحاطة اليومية بشأن فيروس كورونا بنفسه.
بعد أسابيع من الإحاطات التي طال بعضها لأكثر من ساعتين، يوجد اتفاقٌ بين العاملين في مكاتب الجناح الغربي بالبيت الأبيض على أن بعض تلك المؤتمرات الإخبارية قد طالت أكثر من اللازم، ما أدى إلى وضع ترامب وموظفي الإدارة في موقفٍ حرج، حيث لم يعد لديهم المزيد من الإجابات عن الأسئلة المتعلقة بفيروس كورونا، والنتيجة مثلما لاحظ المساعدون أن تلك الجلسات كانت تمتد للحديث في السياسة بدلاً من الموضوع محل النقاش.
مقربوه لا يريدون مؤتمرات صحفية: يعتقد كثير من المقربين لترامب أن تلك الجلسات تضره أكثر مما تفيده. قضى البيت الأبيض الساعات الأربع والعشرين الماضية في محاولة تنظيف الفوضى التي نتجت عن اقتراح الرئيس عمل الباحثين على النظر في حقن المرضى بالمطهرات أو بالأشعة فوق البنفسجية لعلاج فيروس كورونا.
مصدرٌ مقربٌ من خلية إدارة أزمة فيروس كورونا كشف أن ترامب كان مستاءً من "التشنيع" الذي تعرض له في إثر تلك التعليقات، ويبدو أن ذلك هو السبب في اختصاره لجلسة أمس الجمعة، 24 أبريل/نيسان.
مسؤولٌ بالبيت الأبيض قال إنهم طلبوا من الرئيس أن يتوقف عن إجراء تلك المؤتمرات الأسبوع الماضي، لكنه رفض. وقال حليف آخر للرئيس لشبكة CNN، إن ذلك القلق ليس جديداً بين المقربين منه.
ذكر حليف ثانٍ لترامب للشبكة ذاتها، أن مؤتمر الخميس 23 أبريل/نيسان هو بالضبط ما كانوا يخافون منه حين كانوا يتوسلون إليه ألا يُجري مؤتمرات صحفية بهذا الطول؛ أن يقول يوماً ما شيئاً خارج السياق تماماً وخارج المقبول.