قالت شبكة BBC البريطانية إن نجم إنستغرام البريطاني جاك موريس نشر الشهر الماضي صورةً له وهو يرتدي ثياب السباحة ويقف أمام مسبح كبير ومن ورائه إطلالة لغروب الشمس من بالي أرفقها بتعليق كتب فيه: "لورين وأنا نحاول البقاء داخل قصرنا قدر الإمكان والامتثال لقواعد التباعد الاجتماعي. الأمر مزعج، لكن إذا أدى كل منا ما عليه، فسينتهي الوضع سريعاً".
المنشور أثار هجوماً من بعض متابعيه، البالغ عددهم 2.7 مليون شخص، وردوا بتعليقات مثل: "الوضع قد يكون أسوأ".
عواقب كورونا الاقتصادية: يأتي هذا في ظل العواقب الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا المستجد وآثارها على نطاق واسع، وفي مقدمة الأعمال التي تأثرت يأتي التسويق والإعلانات التي خفضت ميزانياتها في محاولة للصمود.
وتسبب هذا بمشكلات لصناعة الإعلام بأكملها، بدايةً من كبرى الصحف حتى أصحاب الحسابات الاجتماعية الشهيرة.
كما لم تقتصر خسارة مشاهير الشبكات الاجتماعية -أو من يُسمون influencers- على خسارة الرعاة فحسب، بل قدرتهم أيضاً على إنتاج محتوى، مع توقف العلامات التجارية عن تزويدهم بمنتجاتها لتجربتها، وأوقفوا كذلك الجولات الإعلامية.
ضربة لمدونات الرحلات: تقول أليكس أوثويت، منتجة محتوى عن السفر، "آخر رحلة لي كانت في فبراير/شباط، وكان من المقرر أن أسافر إلى فنلندا في مارس/آذار، ثم إلى إثيوبيا في أبريل/نيسان، وجزر المالديف الأسبوع المقبل. فأنا عادةً ما أقضي نصف العام بالخارج".
فيما انخفضت العائدات على قناة اليوتيوب الخاصة بها من 1000 جنيه إسترليني (1231 دولاراً) شهرياً إلى أقل من 100 جنيه إسترليني (123 دولاراً). وخسرت كذلك أموال تذاكر الطيران بعد إلغاء الرحلات.
مضيفة: "كل شيء انقلب رأساً على عقب. هناك حد للمدة التي يمكنني الصمود خلالها اعتماداً على الدخل الذي أحصل عليه وأية مدخرات لديّ في الوقت الحالي".
وتتخصص وكالة Lifestyle Agency في العلاقات العامة لنمط الحياة الفاخر والتسويق المرتبط بذلك، من خلال الروابط على المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت الوكالة أن مشاهير الشبكات الاجتماعية هم أول مَن خسروا حملات الدعاية بسبب الأزمة الحالية.
فيما تقول خيرا راناويرا، المديرة الرقمية للوكالة: "شهد الإنفاق على الإعلانات والتسويق إما تخفيضاً كبيراً أو استبعاداً تاماً". وأوضحت: "أول استجابة للكثير من الأعمال كان الذعر: إذ أغلقت أبوابها وحساباتها الاجتماعية وأوقفت الإنفاق".
خسائر مشاهير إنستغرام: يتلقى إسرائيل كاسول -الشهير باسم Birkin Boy بسبب مجموعته من الحقائب المُصمَّمة التي تزيد قيمتها على 120 ألف دولار- مئات الدولارات لحضور فعاليات واستعراض منتجات العلامات التجارية المميزة على حسابه على تطبيق إنستغرام. لكنه يقول إنه أصبح الآن مضطراً لاقتراض المال من والده لتغطية نفقاته.
ويوضح: "كل شيء أُلغي. عادة، أنشر صوراً بحقائبي وملابسي الفاخرة، لكن لم يعد يرغب أحد في رؤية ذلك في الوقت الحالي، لا أحد مهتماً بالموضة لأنهم لن يذهبوا إلى أي مكان".
بدورها، شهدت تابي ورلي، أحد مشاهير إنستغرام، التي خسرت وظيفتها في مجال البيع بالتجزئة. وكانت تتوقع أن تكسب نحو 5000 جنيه إسترليني (6159 دولاراً) من خلال توقيع شراكة مع إحدى العلامات التجارية في الأشهر القادمة، لكنها شهدت تباطؤاً في الأعمال.
تضيف تابي: "من الواضح أن متاجر بيع الملابس بالتجزئة أغلقت الآن. لكن في عالم ما قبل فيروس كورونا المستجد، كانت التوجه هو ضخ الشركات أموالاً في التسويق المؤثر عبر الشبكات الاجتماعية. المنطق يقول إن هذا هو أول شيء سيُقتَطَع".