أعلنت مدينة نيويورك أنها ستوفر 500 ألف وجبة مجانية حلال خلال شهر رمضان بعد أن اعتادت المساجد التي أغلقت بسبب كورونا في مختلف أنحاء المدينة على توفير وجبات مجانية عند موعد الغروب كي يُفطر الصائمون والجائعون.
بيل دي بلاسيو، عمدة المدينة قال خلال مؤتمر صحفي الخميس 23 أبريل/نيسان 2020: "إن إطعام الجائعين من أسمى دعوات شهر رمضان. أن نتذكر أن نكون في خدمة هؤلاء الذين يحتاجوننا. الوضع حالياً أصعب من أي وقت مضى لأن الناس لا يستطيعون الذهاب إلى مساجدهم".
توزيع الطعام في نيويورك يأتي ضمن برنامج لتوزيع الوجبات، والذي يتوقع أن يوفر الطعام لحوالي مليوني مقيم وفق موقع Middle East Eye البريطاني.
وفقاً لدي بلاسيو، ستُوَزع حوالي 400 ألف وجبة حلال في 32 مبنى تابعاً لوزارة التعليم، بينما ستُوَزع 100 ألف وجبة أخرى عبر المنظمات المجتمعية المختلفة خلال الشهر الفضيل، الذي سينتهي في الأسبوع الثالث من مايو/أيار 2020.
أضاف أن المدينة ستقدم وجبات كوشر للمجتمع اليهودي، فدور العبادة في المدينة، بما فيها المساجد، والكنائس، والمعابد اليهودية، أغلقت أبوابها منذ أسابيع لمنع انتشار فيروس كورونا.
خطوة صادقة: أثنت سناء قطب الدين، الناشطة في تحالف العدالة والمساءلة في نيويورك، على السلطات لإقدامها على هذه الخطوة، التي وصفتها بالـ "الصادقة والمراعية للغير".
سناء قالت لموقع Middle East Eye البريطاني: "تعي المدينة مساهمات المسلمين فيها وهذه (الخطوة) هي اعتراف جزئي بأن مجتمعات الملونين والمسلمين في المدينة قد تأثروا بنسب متفاوتة جراء انتشار الفيروس".
تابعت: "بينما لن أصف هذه الخطوة بالبادرة الاستثنائية، فمن الجيد أنهم يفعلون شيئاً ما، وهي خطوةٌ في الاتجاه الصحيح".
مدينة نيويورك هي إحدى أكبر بؤر جائحة كورونا في العالم، إذ سجلت 145 ألف حالة إصابة، وأكثر من 11 ألف وفاة.
سددت الجائحة ضربة موجهة لمجتمعات المهاجرين والملونين في حي كوينز بنيويورك، حيث سُجلت ثلث حالات الإصابة في المدينة.
يتوقع مسؤولو المدينة أن تزداد حدة أزمة الغذاء بينما تستمر الجائحة، ومن المتوقع أن توفر المدينة ما لا يقل عن 10 ملايين وجبة في أبريل/نيسان، و15 مليون وجبة أخرى في مايو/أيار.
لم يقدم عمدة المدينة تقديراً لتكلفة هذه المبادرة، لكنه تعهد: "لن يجوع مواطن في نيويورك. ستوفر مدينتكم الطعام لكم".
كورونا خلف ضحايا وأزمة اقتصادية: من المتوقع أن يصل عدد الوفيات الناتجة عن وباء كورونا في الولايات المتحدة إلى 50 ألفاً الجمعة 24 أبريل/نيسان، وهو ما يمثل ضعف عدد الوفيات بالفيروس قبل عشرة أيام والأعلى في العالم، وفقاً لإحصاءات رويترز.
بحسب إحصاء لرويترز أصيب نحو 875 ألف أمريكي بالمرض التنفسي شديد العدوى (كوفيد 19) الذي يسببه الفيروس، وتوفي حوالي ألفي شخص جراء المرض يومياً هذا الشهر.
يُعتقد أن العدد الحقيقي للحالات أعلى، إذ حذر مسؤولو الصحة العامة بالولايات من أن النقص في العمالة المدربة والمواد اللازمة حد من القدرة على إجراء اختبارات على نطاق واسع.
من المرجح أن تكون الوفيات أعلى إذ إن معظم الولايات لا تحسب إلا الوفيات في المستشفيات ودور الرعاية ولا تدرج الذين توفوا في المنازل. وحدث نحو 40% من الوفيات في ولاية نيويورك بؤرة تفشي المرض في الولايات المتحدة، تليها نيو جيرزي وميشيغان وماساتشوستس. وعندما تصل وفيات الفيروس في الولايات المتحدة إلى 50 ألفاً فستتجاوز بذلك إجمالي عدد القتلى الأمريكيين في حرب كوريا (1950-1953) الذي بلغوا 36516.
كما سيتخطى عدد الوفيات بسبب الإنفلونزا الموسمية في سبعة من أصل تسعة مواسم في الفترة الأخيرة وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
تراوحت الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا بين 12 ألفاً في 2011-2012 و61 ألفاً في موسم 2017-2018.
ووفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن حالات الوفاة بالفيروس في الولايات المتحدة تقل كثيراً عن الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا الإسبانية التي بدأت في عام 1918 وأودت بحياة 675 ألف أمريكي.
على الصعيد العالمي، أودى الفيروس بحياة 190 ألف شخص تقريباً منذ بدء تفشي المرض في الصين أواخر العام الماضي. وسجلت الولايات المتحدة، التي تضم ثالث أكبر عدد من السكان في العالم، ضعف عدد الوفيات في البلدان الأكثر تضرراً وهي إيطاليا (25549 وفاة)، وإسبانيا (22157 وفاة)، وفرنسا (21856 وفاة).