سيموت بين 300 ألف و1.8 مليون.. وثائق تكشف عن وقوع كارثة كبيرة إن خففت أمريكا قيود الحجر

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/23 الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/23 الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش
وفقاً لتقرير صادر عن جامعة هارفارد، يتعيّن زيادة عدد الفحوصات إلى 20 مليون فحصٍ على الأقل يومياً بحلول منتصف الصيف

يمضي مسؤولون أمريكيون قدماً في خطط تخفيف تعليمات بقاء المواطنين بالمنازل في ما لا يقل عن 6 ولايات أمريكية، لكنّ خبراء القطاع الصحي يحذرون من قدرة فيروس كورونا على قتل مئات الآلاف إذا خففت السلطات من تلك القيود قبل أن يحين وقتها، وفق تقرير موقع Business Insider الأمريكي.

حسب وثائق صادرة عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، حصل عليها مركز النزاهة العامة، أشارت تقديرات المسؤولين الفيدراليين، في مطلع أبريل/نيسان الجاري، إلى إمكانية وفاة ما يزيد على 300.000 نسمة بأنحاء الولايات المتحدة الأمريكية إذا ما توقفت تدابير العزل الذاتي في تلك المرحلة، وفي أسوأ الأحوال يصل الرقم 1.8 مليون.

تقول تلك الوثائق إن أعداد المصابين بكورونا والقتلى جراء الفيروس سيتضاعف كل 5 أيام ونصف، إذا ما غابت تدابير احتواء الأزمة، على افتراض أن كل مصاب بفيروس كورونا المستجد سيتسبب في عدوى 2.5 شخص آخر في المتوسط. وحسبما نقل مركز النزاهة العامة ومؤسسة NPR الإعلامية الأمريكية، فقد أضافت الوثائق أن نسبة 0.5% ممن يعانون أعراض الإصابة بالفيروس سيلقون حتفهم جرّاء المرض.

ترجّح الوثائق أنه في أسوأ السيناريوهات سيودي الفيروس بحياة 1.8 مليون نسمة في الولايات المتحدة.

"إذا أرحنا قبضتنا، سيخرج الأمر عن السيطرة"

بدأت بالفعل بعض الولايات الأمريكية؛ لاسيّما فلوريدا، وجورجيا، وتكساس، وساوث كارولينا، وأوكلاهوما، وتينيسي، وغيرها، في تخفيف القيود المفروضة لاحتواء الأزمة. وفي كافة الولايات المذكورة، توافد محتجّون على مقار المؤسسات الحكومية للمطالبة بالسماح لهم بالعودة إلى العمل. ونشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 22 أبريل/نيسان، تغريدة على تويتر، قال فيها إن "الولايات تعود إلى حالتها الطبيعية بأمان. والآن يبدأ بلدنا الترحيب بالأعمال التجارية من جديد".

مع ذلك، ما زال الخبراء يطالبون بابتعاد الناس عن بعضهم البعض لمسافة لا تقل عن مترين لإبطاء وتيرة انتشار الفيروس ومنع اجتياح المرضى للمستشفيات بما يفوق استيعابها.

بحول مطلع أبريل/نيسان الجاري، كان "أفضل سيناريو" متوقّع في غياب تدابير التباعد الاجتماعي يشير إلى إصابة فرد واحد من بين كل ثلاثة أمريكيين بالفيروس، ووفاة ما يزيد على 300.000 شخص. وفي هذه الحالة، ستشهد فلوريدا، التي أُعيد فتح بعض شواطئها بالفعل، أكثر من 23.000 حالة وفاة. كما ستتضرر بعنف أيضاً ولاية مين، وإقليم بورتو ريكو، وولاية ويست فيرجينيا، من حيث عدد الوفيات مقارنة بعدد السكان. 

على الرغم من أن الوثائق لا توضّح بالتفصيل كيفية تغيير مسار تفشّي فيروس كورونا بمواصلة انتهاج سُبل التباعد الاجتماعي، تقول وثيقة فيدرالية أخرى حصل عليها مركز النزاهة العامة إن تعليمات البقاء في المنازل قد تؤدّي إلى تقليص انتقال فيروس كورونا المستجد بنسبة 75%.

تلك التحليلات "متفائلة" أكثر من اللازم

بعض الخبراء قالوا إن الموقف قد يتدهور على نحو يفوق توقّعات وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية، وذلك لأن التقديرات الحكومية لم تأخذ في الحسبان حقيقة أن حاملي المرض الذين لا يعانون أعراضاً ينقلون العدوى على نحوٍ هائل.

أشيش جا، مدير معهد هارفارد للصحة العالمية أفاد في حديث أجراه مع مؤسسة NPR ومركز النزاهة العامة، بأن "هذا النموذج الذي أعدّته الحكومة مُفرِط في التفاؤل، إذ إنها تُرسي تحليلاتها على أساسات خاطئة"، وأضاف أن الكثير من المسؤولين يقللون من شأن معدّل وفيات المصابين بفيروس كورونا، ويتجاهلون محدودية قدرة المستشفيات التي أربكتها الجائحة.

حتى وقتنا هذا، أجرت الولايات المتحدة 4.1 مليون فحص للكشف عن الإصابات، حسب بيانات مشروع تتبّع فيروس كورونا المستجد.

لكن وفقاً لتقرير صادر عن جامعة هارفارد، يتعيّن زيادة عدد الفحوصات إلى 20 مليون فحصٍ على الأقل يومياً بحلول منتصف الصيف، من أجل إعادة فتح منافذ الاقتصاد بالكامل. وفي الوقت نفسه، ما زال حكّام الولايات يبلغون عن نقص معدّات الكشف الكيميائية، ومعدّات إجراء فحص المسوح الأنفية، وغيرها.

تحميل المزيد