أشارت ولايات أمريكية في الجنوب وفي الغرب الأوسط، ليل الأربعاء-الخميس 23 أبريل/نيسان 2020، إلى استعدادها إعادة فتح اقتصادها، أملاً في أن يكون تفشي فيروس كورونا قد تخطى مرحلة الذروة، لكن حاكم ولاية كاليفورنيا أبقى على أوامر صارمة بالبقاء في المنزل وإغلاق الشركات.
هذا التضارب في الأوامر في الولايات الخمسين يعني أن بعض الأمريكيين ما زالوا حبيسي المنزل غير قادرين على العمل ولأجل غير محدد، بينما بدأ آخرون يغامرون بالخروج للمرة الأولى منذ أسابيع.
جافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي، قال في تصريحاته اليومية عن فيروس كورونا إلى سكان الولاية الأكبر تعداداً في الولايات المتحدة: "كان بودّي أن أتمكن من تحديد تاريخ محدد لأن أعلن أن بوسعنا أن نغير هذا الوضع ونعود للحياة العادية".
ومضى يقول: "حاولنا أن نوضح جلياً أنه لا مجال لهذا التغيير ولا موعد يتعلق بقدرتنا على إعطاء ذلك التصريح الذي أعلم أن الكثير منكم ينشدونه ويستحقونه".
شروط حاكم كاليفورنيا: أضاف حاكم الولاية أن من بين الخطوات التي يحتاجها مسؤولو الصحة قبل أن يتمكن سكان كاليفورنيا البالغ عددهم 40 مليوناً من العودة إلى الوظائف والمدارس والمتاجر هو تكثيف اختبار الفيروس ليصل إلى 25 ألف مريض في اليوم.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد بإرسال 100 ألف أداة اختبار في الأسبوع القادم و250 ألفاً في الأسبوع الذي يليه.
وقال مسؤولو الصحة في مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، الأربعاء، إنه يبدو أن الفيروس كان ينتشر في المقاطعة في يناير/كانون الثاني، قبل أسابيع عما كان يعتقد، وإن الاعتقاد السائد على الأرجح وقتها كان أن سبب الوفيات الأولى هو الإنفلونزا.
بلغ إجمالي عدد الوفيات على مستوى الولايات المتحدة 47050 حالة يوم الأربعاء بزيادة نحو 1800، فيما لم تسجل بعض الولايات أي وفيات بعد. وفي الولايات المتحدة أكبر عدد للإصابات في العالم، والذي تجاوز 830 ألف حالة.
ميشيغان ستعلن خُططها: قالت حاكمة ولاية ميشيغان، غريتشن ويتمر، وهي ديمقراطية تواجه انتقاداً من النشطاء المحافظين بسبب سياساتها الصارمة لإبقاء الناس في البيوت، إنها ستعلن المزيد من التفاصيل بخصوص إعادة فتح اقتصاد الولاية المقرر الجمعة.
مسؤولو ولاية أوهايو أكدوا أنهم سيكشفون عاجلاً عن خططهم، وكذلك قال حكام ولايات الغرب الأوسط إنهم يعملون معاً لوضع خطة لإنهاء القيود. وولايتا ميشيغان وأوهايو من الولايات الانتخابية الرئيسية التي تحولت الأصوات فيها لصالح ترامب في انتخابات 2016.
في تكساس، قال جريج أبوت، حاكم الولاية، إنه سيعلن بالتفصيل الأسبوع القادم عن الاستعدادات لإعادة فتح أكبر عدد ممكن من الشركات في الأسبوع الأول من مايو/أيار.
كانت ولايتا جورجيا وساوث كارولاينا وعدة ولايات أخرى في الجنوب قد بدأت بالفعل إعادة فتح اقتصاداتها، وتواجه انتقاداً من بعض خبراء الصحة الذين يحذرون من أن الإقدام على ذلك بسرعة قد يؤدي إلى زيادة جديدة في حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد.
إلا أن ترامب قال إن خطط جورجيا لفتح أعمال مثل صالونات الحلاقة والعناية بالأظافر ومراكز البولينغ هذا الأسبوع سابقة لأوانها.
وفقاً لنموذج أعده معهد القياسات والتقييم الصحي في جامعة واشنطن ويستخدمه البيت الأبيض، فإنه ما كان ينبغي لولايتَي ساوث كارولاينا وجورجيا فتح الأعمال قبل يومي الخامس والتاسع عشر من يونيو/حزيران على التوالي.
كانت الولايات والإدارات المحلية قد أصدرت في وقت سابق أوامر "بالبقاء في المنازل"، مما أثر على حوالي 94٪ من الأمريكيين، في محاولة للحد من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا.
القيود ضربت الاقتصاد الأمريكي بقوة عندما أصبح ملايين الأمريكيين عاطلين عن العمل بسبب الإغلاق الإلزامي للأعمال والشركات. ودخل الزعماء السياسيون في نقاش محتدم حول كيفية وتوقيت إعادة فتح الأعمال.
"موجة ثانية": حاكم نيويورك، آندرو كومو، وهو ديمقراطي اجتمع مع ترامب، الثلاثاء، قال إن 474 شخصاً توفوا بفيروس كورونا في ولايته في اليوم السابق، وهو أقل عدد منذ أول أبريل/نيسان. وأضاف أن ولايته يظهر بها المزيد من المؤشرات على أن المرحلة الأسوأ قد مرت، ومن بينها انخفاض عدد الحالات الخاضعة للعلاج بالمستشفيات.
لكنه حذر من احتمال حدوث موجة ثانية إذا تم تخفيف القيود بشكل غير مسؤول، وقال: "ليس هذا وقت التصرف بغباء.. سيموت المزيد إذا لم نتحلّ بالذكاء".
كما أقر بأن المسؤولين المحليين يشعرون بضغوط سياسية لإعادة فتح الشركات، لكنه حذر من اتخاذ قرارات بناء على مثل هذه العوامل، مضيفاً: "إذا اتخذنا خطوة سيئة، ستأخذنا في طريق انتكاسة"، موضحاً أن الجائحة لن تنتهي سريعاً.