وصف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، الخميس 23 أبريل/نيسان 2020، تداعيات فيروس كورونا على دور المسنين في أوروبا بأنها "مدمرة" و"مأساة إنسانية تفوق الخيال"، بعد أن أتى فيروس "كوفيد-19" في دور رعاية المسنين بالقارة العجوز على ما يناهز نصف الوفيات في بعض دول القارة.
حسب وكالة "أ.ف.ب"، فإن "القارة الأوروبية سجلت نحو نصف الإصابات بكوفيد-19 في العالم، وهي تمتد بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وتشمل 53 دولة أحصت قرابة 110 آلاف وفاة".
أرقام مخيفة: ففي مؤتمر صحفي عبر الفيديو من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، مقر الفرع الأوروبي للمنظمة، قال هانز كلوغي إنه "يريد أن يرى تحسناً في عمل دور رعاية المسنين التي تشهد أوضاعاً تبعث على القلق الشديد".
كما أضاف أن الإحصائيات الأولية تشير إلى تسجيل "ما يصل إلى نصف الوفيات نتيجة كوفيد-19 في صفوف المقيمين بمؤسسات الرعاية طويلة الأمد".
فقد تم تسجيل 55.2% من إجمالي الوفيات في أيرلندا (444) في مؤسسات مشابهة، إلى حدود 13 أبريل/نيسان.
أما في فرنسا، فقد أبلغت عن تسجيل 49.4% من إجمالي الوفيات في دور المسنين، إلى غاية الـ15 من الشهر نفسه، وفق أرقام حصلت عليها وكالة فرانس برس من منظمة الصحة العالمية.
مراجعة ضرورية: كلوغي أكد أيضاً أن "هناك ضرورة آنية وعاجلة لإعادة النظر وتعديل عمل" هذه المؤسسات في زمن تفشي وباء كورونا.
بخصوص طريقة تطبيق ذلك، فقد أوضح أنه "يجب أن يتم ذلك أساساً عبر إعطائها الأولوية في إجراء الفحوص، وتجهيز الطواقم، وتشكيل وحدات مختصة في التعامل مع كوفيد-19، حتى قبل تسجيلها حالات إصابة بالفيروس".
واعتبر أنه "حتى في صفوف الأشخاص الطاعنين في السنّ الذين يعانون هشاشة ومصابون بعدة أمراض مزمنة، يمكن أن يتعافى كثيرون في حال تمّت معالجتهم بشكل جيد".
الفرع الأوروبي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، يخشى أيضاً ارتفاع عدد الإصابات في الجزء الشرقي من منطقته، خاصة في روسيا وتركيا وأوكرانيا، في ظل تزايد الأرقام المسجلة فيها، وافتقاد عدد منها للمعدات الطبية اللازمة.