قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الخميس 23 أبريل/نيسان 2020، إنَّ وقف الولايات المتحدة الأمريكية للدعم الموجه إلى منظمة الصحة العالمية قد يكون دائماً، وذلك بسبب "حاجتها إلى إصلاح جذري عقب تعاملها مع جائحة كورونا".
هذا التصريح جاء ليؤكد توتر علاقة أمريكا بالمنظمة، إذ كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أوقف التمويل الأمريكي للمنظمة في الأسبوع الماضي، متهماً إياها بـ"التركيز على الصين"، والترويج لـ"معلومات صينية مضللة" عن الوباء.
إصلاح هيكلي: أوضح بومبيو لشبكة فوكس نيوز قائلاً: "أعتقد أننا نحتاج القيام بنظرة فاحصة إلى المنظمة… لقد أصلحنا ذلك في عام 2007؛ لذلك هذه ليست المرة الأولى التي يتعين علينا فيها التعامل مع عيوب هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة".
كما أكد أيضاً: "نريد إصلاحاً فعلياً، نريد إصلاحاً هيكلياً".
الولايات المتحدة تعتبر أكبر مساهم في منظمة الصحة، ومنحتها 400 مليون دولار، العام الماضي، ما يساوي تقريباً 15% من ميزانيتها.
من جانبه، صرح القائم بأعمال إدارة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، جون بارسا، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة ستقيّم ما إذا كانت منظمة الصحة العالمية تؤدي المهام المنوطة بها أم لا، وذلك في إطار مراجعة تجريها واشنطن عقب تجميد الرئيس دونالد ترامب للتمويل المخصص للمنظمة.
بارسا قال في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تبحث أيضاً عن شركاء بديلين بعيداً عن منظمة الصحة العالمية للقيام بمهام مثل التطعيم، وإن جزءاً من المراجعة الأمريكية يتعلق بتقييم مدى توافر شركاء جدد.
اتهام أمريكي وردٌّ أممي: منذ بداية أزمة "كورونا" في الولايات المتحدة، لم يتوانَ الرئيس الأمريكي عن توجيه الاتهامات للمنظمة، بـ"إخفاء معلومات عن أمريكا أولاً عن طبيعة الفيروس"، ثم بـ"التستر على الصين"، التي يعتبرها "مصدر الوباء".
ترامب قال في تدوينة على تويتر: "أفسدت منظمة الصحة العالمية الأمر بالفعل، لسبب ما ركزت بشكل كبير على الصين، رغم أنها ممولة بشكل كبير من الولايات المتحدة، سنولي هذا الأمر نظرة فاحصة، لحسن الحظ فإنني رفضت نصيحتهم في وقت مبكر، بإبقاء حدودنا مفتوحة أمام الصين، لماذا قدموا لنا توصية خاطئة كهذه؟".
في الجهة المقابلة، رفض ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الاتهامات الموجهة لمنظمة الصحة العالمية التي يرأسها تيدروس أدهانوم جيبريسوس.
إذ قال للصحفيين: "بالنسبة للأمين العام (أنطونيو غوتيريش)، من الجليّ أن منظمة الصحة العالمية تحت قيادة الدكتور تيدروس تبذل جهداً ضخماً في دعم البلدان بشحن ملايين المعدات، ومساعدة البلدان بالتدريب وتوفير إرشادات عالمية، وتبرز منظمة الصحة العالمية قوة النظام الصحي العالمي".
كما أضاف أيضاً أن المنظمة بذلت "جهداً هائلاً" في الآونة الأخيرة بنشر العاملين فيها على الخطوط الأمامية لمكافحة مرض إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
دعم صيني ألماني: الخميس، أعلنت الصين تقديمها ثلاثين مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، في إطار مساعيها لمكافحة الوباء، وتعليق الولايات المتحدة مساعداتها للمنظمة.
الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، قال إن هذا المبلغ "سيُستخدم في الوقاية من وباء كوفيد-19 ومراقبته، ودعم تطوير الأنظمة الصحية في الدول النامية".
المتحدث نفسه أكد أن الصين دفعت من قبلُ عشرين مليون دولار لهذه المؤسسة، في إشارة إلى هِبة قُدمت في مارس/آذار الماضي، على ما يبدو.
كما أوضح أن "دعم منظمة الصحة العالمية في لحظة حرجة من الكفاح العالمي ضد الوباء هو الدفاع عن مُثل ومبادئ التعددية، والدفاع عن مكانة الأمم المتحدة وسلطتها".
دعم آخر حظيت به المنظمة من ألمانيا، إذ قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم، إن منظمة الصحة العالمية شريك لا غنى عنه لألمانيا. ميركل أكدت أمام مجلس النواب (البوندستاغ): "منظمة الصحة العالمية شريك لا غنى عنه، ونحن ندعمها في مهامها".