أطلقت شركة جزائرية محلية عاملة في مجال الحلول الذكية بالقطاع الصحي الثلاثاء 21 أبريل/نيسان 2020 منصة إلكترونية بخدمات مجانية للاستشارة الطبية في فترة الحجر المنزلي، تمنح المرضى الجزائريين إمكانية استئناف مواعيدهم الطبية في ظل الإجراءات المتخذة للحد من فيروس كورونا.
"إ- طبيب"، هو أحد المشاريع الرقمية المبتكرة في الجزائر يستخدم الهاتف أو الحاسوب ويهدف إلى تخفيف الضغط على المستشفيات وإتاحة الفرصة للمرضى لاستئناف مواعيدهم الطبية عن بُعد، وفق أصحابها.
فريق من المتطوعين: يشير موقع المنصة إلى أن "فريقاً شاباً من المطورين والأطباء المتعاونين المؤهلين، انضموا إلى المنصة التي يمكن الدخول إليها عبر الحاسوب، أو تطبيق بالهاتف، أو عن طريق محركات البحث "جوجل" أو "فايرفوكس".
إذ تهدف "إ-طبيب" التي اختارت شعار "لا تعب بعد اليوم"، إلى تغيير ممارسة الطب من خلال توظيف تقنيات حديثة في المجال تخدم المواطنين بالرعاية الطبية تتماشى والمعايير الدولية، بحسب الموقع.
الطبيب نبيل مصطفى، قال في مقابلة مع وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، إن "المنصة تقدم خدمات مجانية خلال الظرف الصحي الذي تعيشه البلاد بسبب انتشار الوباء".
مضيفاً أن "المنصة تتعامل مع أطباء متطوعين من كل الاختصاصات الطبية، ويمثلون مختلف المحافظات".
20 تخصصاً طبياً على المنصة: الطبيب نبيل مصطفى قال إن المنصة توفر حوالي 20 تخصصاً طبياً، أما اختيار الأطباء فيقوم على كونهم أصحاب خبرة وتجربة ويملكون رخصة رسمية لمزاولة مهنتهم.
كما أشار مصطفى إلى أن "عملية التسجيل بالمنصة سهلة جداً، حيث يقوم المريض باختيار طبيبه، ونحن نقوم بفتح محادثة صوتية أو بالفيديو بينهما".
المنصة تنهي معاناة المرضى: فيما قال صاحب الشركة الناشئة "إ- طبيب" إن "المنصة متوفرة على الهواتف المحمولة عبر التطبيق play store"، وأوضح أن "هذه الاستشارة الطبية جاءت في وقتها في ظل تفشي وباء كورونا، ما يخفف الضغط على المستشفيات العمومية ويجنب الناس التنقل والاكتظاظ، ولمساعدة المرضى على استئناف مواعيدهم الطبية عن بُعد".
محمد شلبي، مهندس متخصص في المعلوماتية، وهو أحد المساهمين في إنشاء "إ- طبيب"، بوضعه التطبيق أو قاعدة المعلومات الأساسية للشركة، قال إن المنصة "مبرمجة ومطورة وفق معايير عالمية"، مؤكداً لوكالة الأناضول أن "المنصة تسمح بتقديم استشارة طبية ذكية للمرضى في كل التخصصات".
تفاعل إيجابي مع المبادرة: من جهته، اعتبر الإعلامي الجزائري سعيد باتول أن "هذه المنصات الرقمية ساهمت بشكل كبير في إنهاء معاناة المرضى".
اذ قال باتول: "طبعاً هذه المنصات أنهت معاناة المرضى خاصة منهم كبار السن، حيث بات من السهل التواصل مع طبيب لفحص المريض".
لافتاً إلى أنه "في ظل أزمة كورونا، عملت المنصات الرقمية على حل إشكال تجمع المرضى داخل قاعة واحدة في انتظار أن يفحصهم الطبيب".
كما أشار إلى أن المنصة تساعد على إلغاء التجمعات التي يمكن أن ينتج عنها مخاطر انتقال العدوى من شخص لآخر، مؤكداً أن المنصة قربت الطبيب من المريض.
من جانبه، يرى الصحفي نبيل بلحيمر أن "إ- طبيب، ومختلف المنصات الأخرى مبادرات جيدة في ظل الظرف الصحي الذي يعيشه الجزائريون".
إذ قال بلحيمر، لوكالة الأناضول، إن "استخدام التكنولوجيا والاستفادة منها يبقى أكثر من ضرورة في الوقت الراهن".
داعياً إلى ضرورة دعم هذه المشاريع الرقمية وتعميمها على مستوى جميع القطاعات، وليس في المجال الطبي فقط.
كما اعتبر بلحيمر أن "منصات الاستشارات الطبية إيجابية، وتسهم في تطبيق الحجر المنزلي للحد من انتشار عدوى كورونا"، ولفت إلى أن "مثل هذه المنصات مكّنت المرضى خاصة الذين يعانون أمراضاً مزمنة، من الفحص عن بعد، وجنبتهم عناء التنقل إلى الطبيب وخطر الإصابة بالفيروس".
كورونا في الجزائر: يأتي هذا في وقت فرضت فيه السلطات منذ نهاية مارس/آذار 2020، حجراً صحياً جزئياً (حظر تجوال ليلي) بكافة ولايات البلاد، إلى جانب عزل ولاية البليدة (جنوب العاصمة) باعتبارها بؤرة الوباء.
وحتى صباح الأربعاء 22 أبريل/نيسان 2020، سجلت البلاد 2811 إصابة بكورونا، منها 392 وفاة، و1152 حالة تعافٍ، بحسب وزارة الصحة.