كانت خطوط الهواتف لا تتوقف عن تلقي مكالمات في شركة Adler Tank Rentals في ولاية تكساس، وهي شركة تأجير خزانات، نظراً إلى أن الشركات وجدت استخداماً جديداً لخزانات الصلب المتوقفة عن العمل، عندما توقف منتجو النفط الصخري عن التنقيب؛ إذ يريد هؤلاء المتصلون استخدام الخزانات لتخزين النفط الغزير الذي غمر الأسواق وأدى إلى خفض أسعار الخام الأمريكي إلى أرقام سلبية لأول مرة، حسب تقرير موقع Firstpost الهندي.
تدفّقت مئات الملايين من براميل النفط إلى المخازن في جميع أنحاء العالم خلال الشهرين الماضيين، في ظل تآكل حوالي ثلث الطلب العالمي على الوقود، بسبب حالات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا.
أزمة وفرة: ظل امتلاء مستودعات النفط على اليابسة عن آخرها، وشغل أغلب الناقلات العملاقة، تستميت شركات الطاقة من أجل العثور على مزيد من مساحات التخزين. بل كان البديل دفع المال إلى المشترين كي يأخذوا خام النفط، بعد أن تراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط الأمريكي إلى سالب 37 دولاراً للبرميل، أمس الإثنين 20 أبريل/نيسان.
إذ إن السوق المتقلب الذي بلغت به أسعار النفط تسليم شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020، مستوى 31 دولاراً، جعل شركات النفط متلهفة لتخزين ملايين البراميل الآن كي تبيعها لاحقاً بأسعار مربحة.
في مدينة كوشينغ بولاية أوكلاهوما، التي تؤوي عشرات من مناطق صهاريج التخزين، وتصل سعتها التخزينية إلى 76 مليون برميل، قال التجار إن طاقتها التشغيلية محجوزة بالكامل. وقد قفزت عمليات التخزين بـ5.7 مليون برميل في الأسبوع قبل الماضي، بحسب أحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
بالرغم من أن الحكومة قدّرت أن هناك مساحة تخزينية متاحة، قال التجار إن تراجع الأسعار أمس الإثنين جعل جميع الصهاريج غير الممتلئة مستأجرة وغير متاحة للمستأجرين الجدد.
قال ستيوارت بورتر، أحد مديري شركة Adler Tank Rentals في تكساس: "تتدافع الصناعة للعثور على خيارات تخزين قابلة للتطبيق". وتجدر الإشارة إلى أن الشركة شهدت اصطفاف شركات النفط الصخري من أجل إمكانية استئجار عشرات الصهاريج الصلبة التي تملكها الشركة، وتصل إلى 500 صهريج.
يدل البحث عن صهاريج التخزين على حجم انهيار الطلب على النفط الصخري الأمريكي، والكمية الضخمة من النفط غير المباع إلى مصافي التكرير، التي خفضت الشراء.
لم يعد هناك مكان: ففضلاً عن النفط الغزير الموجود على الأرض، يوجد حوالي 160 مليون برميل في ناقلات النفط تنتظر مشترين. إضافة إلى ما لا يقل عن 6 ناقلات نفط خام تحمل كل واحدة منها مليوني برميل، وتمضي في طريقها إلى الولايات المتحدة من السعودية، وهو ما يرفع حالة التأهب التي يعيشها ساحل الخليج الأمريكي.
تشير تقارير إلى أن الخام ليس وحده ما يبحث عن مكان لتخزينه. فقد قلصت حالة الإغلاق في الولايات من الطلب على وقود المحركات، إذ تراجع الطلب على الغازولين الأمريكي بنسبة 32% في وقت سابق من هذا الشهر، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وذلك حسبما قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.