قال مسؤولون أفغان، الأحد 19 أبريل/نيسان 2020، إن 40 موظفاً على الأقل من العاملين بالقصر الرئاسي في أفغانستان جاءت نتائج اختباراتهم الخاصة بفيروس "كوفيد 19" إيجابية، وهو ما اضطر معه الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى الخضوع للحجر الصحي، واعتماد التواصل عبر الفيديو وسيلةً للاضطلاع بمهامه الخاصة بقيادة البلاد –التي تشهد أراضيها حرباً مستعرة بالفعل- خلال الأزمة المتعلقة بانتشار فيروس كورونا.
لكن تقرير صحيفة The New York Times الأمريكية قال إنه لا يوجد دليل على إصابة الرئيس الأفغاني نفسه بالفيروس. كما لم يُصدِر المتحدث باسمه أي تصريح بشأن ما إذا كان غني قد خضع لاختبار كورونا أم لا.
كورونا في الرئاسة: ومع ذلك، فإن تغلغل الفيروس إلى مركز السلطة في أفغانستان، المحصن بقوة من أجل الحماية من تفجيرات الشاحنات والهجمات الانتحارية، يعد نذيراً مقلقاً بما قد تحمله الأوقات الصعبة القادمة.
في حين قال مسؤول في القصر إن معظم الموظفين الذين ظهرت نتائج اختباراتهم بالفيروس إيجابية يعملون بالجناح الإداري لمكتب الرئيس، وأعضاء في "مجلس الأمن القومي" ومكتب رئيس الديوان الرئاسي.
كذلك، أكد مسؤول كبير آخر أن عشرات من الموظفين جاءت نتائج اختباراتهم إيجابية بعد إخضاع مئات من عمال القصر للاختبار قبل أكثر من أسبوع. ولم يذكر المسؤول مزيداً من التفاصيل، لكنه قال إن أولئك الذين تأكدت إصابتهم بالعدوى أُرسلوا إلى العزل الصحي.
1000 حالة إصابة: في السياق ذاته أبلغت أفغانستان عن أقل من 1000 حالة إصابة بالفيروس، لكن مسؤولين يقولون إن هذه الأرقام أقل بالتأكيد من أعداد الإصابات الحقيقية؛ لأن الاختبارات كانت محدودة للغاية. فقد أجرت البلاد نحو 7000 اختبار فقط.
وفي الوقت الذي اجتاح فيه الفيروس إيران المجاورة محطماً اقتصادها المتدهور بالفعل، تحت وطأة العقوبات الأمريكية، فإن أفغانستان كانت منذ البداية عرضة لانتشار الفيروس إليها بدرجة كبيرة. إذ لم تتمكن الحكومة من وقف تدفق آلاف من المهاجرين والعمال –الذين تصل أعدادهم في بعض الأيام إلى 16 ألف شخص- من إيران إلى أفغانستان عبر الحدود المشتركة التي يبلغ امتدادها 800 كيلومتر تقريباً بين البلدين.
اختبار صعب: ويُخضع انتشار الفيروس الحكومة الأفغانية الهشة لاختبار أصعب من أي اختبار خاضته من قبل. إذ تعاني البلاد أزمةً سياسية ناجمة عن نزاع يشكك في نتيجة الانتخابات الرئاسية، وتتأهب في الوقت نفسه لخوض مفاوضات حرجة مع طالبان لإنهاء الحرب الطويلة بينهما.
في المقابل، يحاول المسؤولون الأفغان تأمين تدفق المواد الغذائية والسلع إلى البلد الذي لا يتمتع بأي سواحل بحرية، للسيطرة على ارتفاع الأسعار. لكن المنظومة المفرطة في بيروقراطيتها التي تغلغلت في البلاد على مدى عقود مدعومةً بهيمنة التبرعات الدولية ومعتمدةً على المساعدات التي تقدمها منظمات خارجية باسمها لتوفير الخدمات الأساسية يبدو أنها تئن الآن حينما بات يتعين عليها الاعتماد على نفسها للاستجابة للأوضاع الطارئة.
حجم الفيروس: وعلى الرغم من إقرار المسؤولين الأفغان بأنهم ليس لديهم إدراك حقيقي لحجم انتشار الفيروس في ظل غياب القدرة على إجراء عدد كبير من الاختبارات، فإنهم يعمدون أكثر من مرة إلى الاستشهاد بتقارير الوفيات المنخفضة دليلاً على نجاحهم في مواجهة الفيروس. ومع ذلك، فإن هذا المعيار يظل مقياساً فضفاضاً في أحسن الأحوال، بالنظر إلى ندرة الاحتفاظ بسجلات رسمية للوفيات وأن المرحلة الأسوأ من انتشار الفيروس لم تأت بعد على الأرجح.
من جانبها نقلت وكالة Reuters عن مسؤول رفيع في القطاع الصحي قوله إن الفيروس وصل إلى مكاتب القصر من خلال "وثيقة ملوثة بالفيروس"، وذلك على الرغم من أن خبراء يقولون إن نسبة انتقال العدوى عبر وسائط كالورق تبدو منخفضة للغاية.
حلف اليمين: على الجانب الآخر، فإنه في بداية شهر مارس/آذار الماضي، وبعد أكثر من أسبوعين من تسجيل أفغانستان أول حالة إيجابية فيها، وفي وقت عمدت فيه الحكومة إلى منع التجمعات الكبيرة، احتشد آلاف الضيوف من جميع أنحاء البلاد في القصر حيث أقسم غني يمينه الدستورية لولاية ثانية.
أما حالياً، فقد صدرت الأوامر بتقليل تدفق الناس إلى القصر إلى حدنه الأدنى، ويجري الآن تعقيم الزوار ورشهم بالمطهرات من الرأس إلى أخمص القدمين، كما يخضعون لفحوصات درجة الحرارة قبل أن يفتّشهم الحرس بحثاً عن أي أسلحة أو مواد خطرة.