كشفت صحيفة "The Financial Times" البريطانية، الإثنين 20 أبريل/نيسان 2020، أن شركات تتخذ من أبو ظبي مقراً لها قد شحنت قرابة 11 ألف طن من وقود الطائرات إلى شرق ليبيا، معقل اللواء الليبي المتمرد خليفة حفتر، في ما يُشتَبَه أنَّه انتهاكٌ لحظرٍ دولي للسلاح على ليبيا، وذلك في وقت تشهد فيه المعارك في ليبيا تقدماً لصالح قوات حكومة الوفاق المدعومة أممياً، على حساب ميليشيات حفتر التي خسرت عدداً من المدن خلال أيام قليلة.
مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز صرحت للصحيفة بأنَّ وقود الطائرات يُعتَبَر في وجهة نظر الأمم المتحدة "إمدادات قتالية"، وأنَّ الشحنة التي تم توصيلها إلى شرق ليبيا قد تُشكِّل انتهاكاً للحظر.
وتشكل قيمة الشحنة السوقية، وفقاً للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، قرابة 5 ملايين دولار تقريباً عند وقت تحميلها من الإمارات، وتم توصيلها الشهر الماضي، مارس/آذار، إلى مدينة بنغازي عاصمة قوات اللواء المتقاعد حفتر.
ثلاث شركات متهمة: وثائق الشحن والتحميل التي اطّلعت عليها الصحيفة تشير إلى تفاصيل نادرة بشأن ثلاث شركات ربما تكون متورطة.
تذكر الوثائق أنَّ جهة توريد الشحنة هي شركة "Afrifin Logistics FZE" ومقرها إمارة الشارقة، حملت على متن السفينة "MT Gulf Petroleum 4″، وترفع علم ليبيريا، فيما تُشغِّلها شركة "Gulf Shipping Services FZC" الإماراتية.
فقد أكَّد مسؤولون بالأمم المتحدة أنَّ الشركتين المعنيتين مسجلتان في الإمارات، وأنَّه تم توفير الوقود من أراضي دولة الإمارات، مشيرين إلى أنَّ الأمم المتحدة تجري تحقيقات لتحديد كيف جرت المعاملات المالية وتحديد المتورطين فيها.
من جانبها، لم تتمكن الصحيفة من الوصول إلى بيانات تفصيلية أو مواقع إلكترونية رسمية للشركتين "Afrifin"، و"Gulf Shipping FZC" ولم تتمكن من التواصل معها مباشرةً، لكنَّ سجل الشحن على الإنترنت يُظهِر أنَّ الشركة الأخيرة تتخذ من عجمان مقراً لها.
كما تُظهِر الوثائق أنَّ الجهة التي طلبت الوقود هي شركة تُسمَّى "Libyan Express Airlines"، ولم تتمكَّن الصحيفة من الوصول إلى أي شركة تعمل بهذا الاسم حالياً.
محجوزة لدى الوفاق: مسؤولون ليبيون أكدوا أنَّ السفينة تعرَّضت لخطأ تقني بعد تفريغ حمولتها، وهي محتجزة الآن في ميناء مصراتة، الذي تسيطر عليه القوات الموالية لحكومة الوفاق، المعترف بها دولياً، بانتظار التحقيق في الخرق المزعوم للعقوبات.
فقد قالت ويليامز، مبعوثة الأمم المتحدة: "نشعر بقلق كبير إزاء هذه الحادثة بالنظر إلى الاحتمالية العالية جداً لاستخدام وقود الطائرات الذي استوردته المؤسسة الوطنية الموازية للنفط في الشرق بصورة غير شرعية من أجل دعم عمليات سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي، في حين توفر المؤسسة الوطنية الشرعية للنفط في طرابلس بالفعل كميات كافية للاستخدام التجاري من وقود الطائرات".
تحول ميداني كبير: وقد بدأت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبي في فرض تحول كبير على الأرض بعدما أخذت زمام المبادرة وبدأت تنتقل من خانة الدفاع عن مدينة طرابلس إلى الهجوم.
حيث بادرت قوات حكومة الوفاق –المعترف بها دولياً– صباح يوم الإثنين 13 أبريل/نيسان، بالهجوم بشكل مباغت على مناطق سيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالساحل الغربي لليبيا، والذي يبعد أكثر من 100 كم غرب مدينة طرابلس.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تبادر فيها حكومة الوفاق بالهجوم منذ هجوم القوات التابعة لها في يوليو/تموز 2019 على مدينة غريان، أكبر مدن جبل نفوسة، كما أطلقت عملية عسكرية باتجاه مدينة ترهونة معقل قوات حفتر في الغرب الليبي.