خرج مختبر الفيروسات في مدينة ووهان بالصين عن صمته، وعلَّق على اتهامات أمريكية له بأنه قد يكون مصدر فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، قائلاً إنه ينفي "أية مسؤولية له عن انتشار الوباء"، الذي قتل حتى الأحد 19 أبريل/نيسان 2020، قرابة 161 ألف شخص حول العالم.
إخلاء للمسؤولية: يوان زيمينغ، مدير معهد علم الفيروسات في ووهان، بؤرة الوباء العالمي بوسط الصين، تحدَّث لشبكة "سي جي تي إن" التلفزيونية الرسمية، وقال إنه "من المستحيل أن يكون هذا الفيروس صادراً عنّا"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
أشار مدير المعهد إلى أنهم "يعرفون تماماً أي نوع من الأبحاث يجري في المعهد وكيف يتم التعامل مع الفيروسات والعينات"، منتقداً وسائل الإعلام، التي قال إنها "تحاول عمداً خداع الناس بتوجيه اتهامات مبنيَّة على مجرد تكهنات من دون أدلة"، وفق قوله.
يأتي ردُّ المختبر الصيني في وقت يعتقد فيه معظم العلماء أن فيروس كورونا الجديد انتقل على الأرجح إلى الإنسان من حيوان، وأُشير بالاتهام في هذا الصدد إلى سوق في مدينة ووهان لبيع الحيوانات البرية الحية بهدف استهلاكها.
الأمر الذي أثار مزيداً من التكهنات حول تسرُّب الفيروس من المختبرات، وجود معهد علم الفيروسات على مسافة كيلومترات قليلة من سوق لبيع الحيوانات البرية في ووهان.
تقول وكالة الأنباء الفرنسية، إن المختبر التابع للمعهد يحظى بحماية مشددة وفيه سلالات أخطر الفيروسات المعروفة مثل إيبولا، وهو مختبر "بي-4" للسلامة البيولوجية من المستوى الرابع.
تحذيرات من المختبر: تعرَّض المختبر للضغوط، بسبب الاتهامات الموجهة له، وزادت التوقعات بمسؤوليته عن تسرُّب الفيروس، بعدما كشفت صحيفة Washington post أن برقيات دبلوماسية من وزارة الخارجية الأمريكية حذَّرت واشنطن في عام 2018، من مخاوف بشأن إجراءات السلامة المُتَّبعة في المختبر.
أشارت الصحيفة إلى أن المختبر يدرس الفيروسات التاجية في حيوانات مثل الخفافيش، وقالت الصحيفة الثلاثاء 14 أبريل/نيسان 2020، إن مسؤولين من السفارة الأمريكية في الصين زاروا مختبراً في ووهان عدة مرات، وأرسلوا تحذيرين اثنين رسميَّين إلى واشنطن حول ظروف العمل غير الآمنة داخل المختبر.
في التفاصيل، أشارت Washington post إلى أنه في شهر يناير/كانون الثاني 2018، اتخذت السفارة الأمريكية خطوة غير اعتيادية، عندما أرسلت دبلوماسيين علميين إلى معهد ووهان للفيروسات، مشيرةً إلى أن الوفد الأمريكي أعرب عن قلقه من نقص بروتوكولات السلامة والسلامة الحيوية لأبحاث المختبر حول الفيروسات التاجية في الحيوانات.
حذَّر المسؤولون الأمريكيون من أنه "إذا لم يتم اتخاذ خطوات جدية فإن بحث المختبر قد يؤدي إلى تفشي فيروس السارس".