تكلف 350 ألف دولار في اليوم الواحد.. إقبال على تأجير ناقلات عملاقة لتخزين النفط في عرض البحر

لجأت بعض الدول الكبرى إلى استخدام ناقلات النفط العملاقة لتخزين كميات قياسية من النفط الخام في البحر بسبب فائض المعروض النفطي، الذي يُهدّد بإغراق منشآت التخزين على مستوى العالم.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/04/19 الساعة 16:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/19 الساعة 17:18 بتوقيت غرينتش
ناقلة النفط الإيرانية أدريانا داريا 1 قبالة سواحل سوريا - رويترز

لجأت بعض الدول الكبرى إلى استخدام ناقلات النفط العملاقة لتخزين كميات قياسية من النفط الخام في البحر بسبب فائض المعروض النفطي، الذي يُهدّد بإغراق منشآت التخزين على مستوى العالم.

حيث جرى تخزين 160 مليون برميل من النفط في "ناقلات عملاقة" خارج أكبر موانئ الشحن في العالم، وذلك بعد أكبر انخفاض في الطلب العالمي على النفط منذ 25 عاماً بسبب جائحة فيروس كورونا، وفق ما قال تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية. 

زيادة الطلب: هذا وقد ازداد طلب تجار النفط على ما تُسمّى بـ "الناقلات العملاقة"، التي تستطيع كل واحدة منها استيعاب ما يصل إلى 2 مليون برميل من النفط، وذلك لأنَّ منشآت تخزين النفط التقليدية قد امتلئت سريعاً بالنفط المتراكم خلال فترة إغلاق حركة النقل المفروضة عالمياً بسبب تفشي فيروس كورونا.

يذكر أنه آخر مرة وصل فيها التخزين العائم إلى مستويات قريبة من ذلك كانت في عام 2009، عندما خزَّن تجار النفط أكثر من 100 مليون برميل في البحر قبل تفريغ ذلك المخزون عندما بدأ الاقتصاد يتعافي من جديد.

ارتفاع أسعار التأجير: إلى ذلك فقد ارتفعت أسعار تأجير ناقلات النفط العملاقة، التي يمكن استخدامها لتخزين النفط، إلى أكثر من الضعف في شهر مارس/آذار 2020  لتصل إلى أعلى مستوياتها 350 ألف دولار لليوم الواحد، في وقت يتدافع فيه التجار لإيجاد مساحة للنفط الخام الذي لا يمكن بيعه لمصافي التكرير.

في هذا الصدد، قال خبراء الشحن والنقل البحري إنَّ 60 ناقلة عملاقة استؤجرت لتخزين النفط، معظمها قبالة سواحل سنغافورة وساحل الخليج الأمريكي، فضلاً عن عدد من الناقلات الأصغر حجماً.

زيادة عدد الناقلات: ارتفع هذا العدد سريعاً من 25 إلى 40 ناقلة عملاقة في بداية شهر أبريل/نيسان 2020، ووفقاً لخبراء الشحن والنقل البحري، قد يزيد هذا العدد إلى ثلاثة أضعاف خلال الأشهر المقبلة لملء ما يصل إلى 200 ناقلة نفط عملاقة.

بينما يبحث تجار سوق النفط عن مساحة إضافية من أجل تخزين نفطهم الخام مع انهيار الطلب العالمي بمقدار 29 مليون برميل يومياً في أبريل/نيسان مقارنةً بالعام الماضي، حيث انخفض الطلب على النفط إلى أدنى مستوى لم يشهده العالم منذ عام 1995. ويلجأ التجّار إلى تخزين النفط الفائض على أمل إمكانية بيعه بربح مُجد عندما يعود الطلب على وقود النقل في وقتٍ لاحق من هذا العام.

تراجع الطلب على النفط: وفقاً لمؤسسة S&P Global Platts Analytics لبيانات أسواق الطاقة، أدَّى تراجع الطلب على النفط إلى زيادة مفرطة في المعروض بمقدار 9 ملايين برميل يومياً في السوق العالمية، ممّا يُهدّد بإغراق منشآت التخزين التقليدية على مستوى العالم في غضون أسابيع.

يتوقع المحلّلون أيضاً ارتفاعاً هائلاً في مستوى تخزين النفط يتراوح بين 500 مليون و1 مليار برميل مقارنةً بمستويات المخزون النفطي في نهاية فبراير/شباط. هذا بدوره قد يترتب عليه امتلاء منشآت التخزين العالمية عن آخرها بحلول مايو/أيَّار المقبل.

انهيار سوق النفط: ربما يؤدي ارتفاع مستوى التخزين الى انهيار سوق النفط حتى يتراوح متوسط سعر ​البرميل الواحد من 10 دولارات إلى 20 دولاراً في الربع الثاني من هذا العام –مقارنةً بسعر حوالي 65 دولاراً للبرميل في بداية العام- ويضطر منتجو النفط إلى إغلاق آبارهم.

كذلك تتوقع وكالة التصنيف الدولية S&P Global أن يتأخر تعافي سوق النفط إلى حدٍ كبير حتى العام المقبل، حتى بعد إبرام كبار منتجي النفط في العالم اتفاقاً طموحاً لخفض ما يصل إلى 20% من إمدادات النفط اعتباراً من الشهر المقبل لتخفيف تلك الوفرة العالمية في العرض.

ومع ذلك، قالت الوكالة إنَّ "هذا الإجراء قد يكون ضئيلاً ومتأخراً للغاية".

تحميل المزيد