أكدت إحصائيات أمريكية، تزايد أنشطة القرصنة ضد الشركات في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان إلى أكثر من الضعف، خلال شهر مارس/آذار الماضي، بسبب استغلال اللصوص الرقميين لاشتغال الموظفين من منازلهم، في إطار إجراءات التباعد الاجتماعي المرتبطة بتفشي فيروس "كورونا".
تقرير لصحيفة Gadgets Now، السبت 18 أبريل/نيسان، قال إن فِرَق الأمان الإلكتروني بالشركات تواجه أوقاتاً عصيبة في حماية البيانات، بسبب اشتغال العاملين عن بعد، وضعف إجراءات الأمان.
فيما يؤكد مسؤولون وباحثون أنه حتى أولئك العاملون عن بعد الذين يستخدمون الشبكات الخاصة الافتراضية، أو ما يُعرَف اختصاراً بالـVPNs، التي تُنشئ قنواتٍ آمنة لتناقل البيانات الرقمية، يؤجِّجون المشكلة.
رقم مخيف: صرحت شركة VMware Carbon Black، هذا الأسبوع، أن هجمات برمجيات الفدية المعروفة، قفزت بنسبة 148% في مارس/آذار مقارنةً بالشهر السابق.
جاء ذلك مع إقرار الحكومة لإجراءات التباعد الاجتماعي في إطار الجهود للحدِّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص عبر العالم.
تون كيليرمان، الخبير الاستراتيجي في الأمن السيبراني بشركة VMware يقول إن "هناك حدثاً رقمياً تاريخياً يجري في خلفية هذه الجائحة، وهناك جائحة متفشية من الجرائم السيبرانية".
كما أضاف أيضاً: "في الواقع، من الأسهل ممارسة القرصنة على مستخدم عن بعد مقارنةً بوجوده في بيئة الشركة، ليست الشبكات الخاصة الافتراضية مقاومةً للرصاص، فهي ليست مثالية على أيَّةِ حال".
صعوبات تقنية: يقول لاري هاتونين، محلل من شركة Arctic، إن تطبيق قواعد الاتصال الآمن، مثل منع الدخول على عناوين الويب سيئة السمعة- يكون أقل عندما يأخذ المستخدمون حواسيبهم إلى المنزل.
وهو الأمر الذي أشارت إليه أيضاً وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، التي أكدت أنه "في حين تستخدم المؤسسات الشبكات الخاصة الافتراضية للعمل عن بعد، يعثر القراصنة السيبرانيون على مزيدٍ من نقاط الضعف ويستهدفونها".
الوكالة، أوضحت أنه من الصعب متابعة تزويد الشبكات الخاصة الافتراضية بتحديثات الأمان لأنها تُستخدم طوال الوقت.
من جانبهم، صرَّح خبراء أمنيون آخرون أن القراصنة، السائرين وراء كسب مادي، كانوا يستخدمون الخوف من الجائحة بمثابة طُعمٍ لإعادة استخدام البرمجيات الضارة مثل برمجيات الفدية التي تشفر بيانات الأجهزة المستهدفة وتطلب أموالاً مقابل إطلاقها مرة أخرى.
يشار إلى أن عدداً من الباحثين في المجال يخططون لنشر نتائج كل دولة على حدة الأسبوع القادم.