كشفت صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020، أن الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود (55 عاماً)، محتجزةٌ هي وابنتها من دون تهمة داخل سجنٍ سيئ السمعة مُخصَّص لمتشددي تنظيم القاعدة.
في سلسلةٍ من التغريدات التي نُشِرَت على حسابها المُوثَّق بموقع تويتر في ساعةٍ متأخرة من الخميس 16 أبريل/نيسان، قالت الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود إن حالتها الصحية تتدهور داخل سجنٍ شديد الحراسة بالقرب من الرياض.
حذف تغريدات الأميرة: قال أحد أصدقاء العائلة لصحيفة The Independent البريطانية، إنها محتجزةٌ مع ابنتها سهود التي تبلغ من العمر 28 عاماً.
جرى حذف تغريدات الأميرة بسمة، التي أشارت فيها إلى ساسةٍ غربيين، منهم دونالد ترامب ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في وقتٍ مُبكّر من الجمعة 17 أبريل/نيسان.
لكن مصدرين مُقرَّبين من عائلة الأميرة أكدا صحة التغريدات، وأنها محتجزةٌ داخل سجنٍ شديد الحراسة وسط مُجرمين عاديين وعملاء إرهابيين مزعومين.
كما قال صديقٌ وشريكٌ تجاري سابق للأميرة في تصريحٍ للصحيفة البريطانية: "اخترق شخصٌ في السعودية الحساب وحذف التغريدات. ونحاول استرجاع الحساب في أثناء حديثنا الآن".
أمراض مزمنة: أكد المصدران المقربان من العائلة أنها تعاني أمراضاً مختلفة ازدادت سوءاً في أثناء مكوثها بالسجن، حيث جرى الإبلاغ عن حالتين على الأقل من الإصابة بفيروس كورونا.
بينما أفاد أحد المصادر بأنها "تعاني من بعض حالات ما قبل المرض المُتعلقة بالجهاز التنفسي، وهذا هو سبب مخاوفنا".
تُعَدُّ الأميرة سليلةً مُفوّهة من نسل مُؤسّس المملكة وأصغر بنات الملك الأسبق سعود، الذي أُطيح به عام 1964. وفي مقابلةٍ أجرتها عام 2012 مع صحيفة The Independent البريطانية، جاهرت الأميرة بمعارضتها للشرطة الدينية، والقيود المفروضة على النساء السعوديات، ومعاملة المملكة للأقليات الدينية.
قالت حينها: "إنه مناخٌ غير متسامح، حتى مع الطوائف الأخرى. إذ يُعتقد أنّ أيّ طائفةٍ أخرى لا تنتمي إلى مجتمعنا طائفةٌ لا تُمثّل الإسلام الحقيقي، ولن أكون حادةً هنا، بل مُحدّدة".
بينما علَّق يحيى عسيري، المعارض السعودي المنفي في لندن، قائلاً: "إنهم يحاربون بعضهم البعض. العائلة الملكية يحارب بعضها بعضاً بسبب أمور سخيفة. إذ يشعرون بالغيرة فيما بينهم بسبب المال، والممتلكات، والسلطة".
احتجاز مجهول: مصادر أكدت أن الأميرة بسمة احتُجزت في مارس/آذار 2019، بعد الاشتباه في محاولتها الفرار من البلاد مع ابنتها، حيث كان من المقرر أن تسافر إلى سويسرا لتلقي العلاج.
وتُظهر الوثائق أن الأميرة لديها تصاريح للسفر من جدة برفقة ابنتها، للحصول على رعاية طبية عاجلة حسب طلب طبيبها السويسري. في حين أكد ليونارد بينيت، المحامي الذي رتَّب عملية السفر، أن طائرة الأميرة بقيت على الأرض ولم يُسمح لها بالمغادرة.
أشار بينيت إلى أنه بعد نحو شهرين من تلك الواقعة "اختفت الأميرة تماماً ولم نعد نعرف أين هي، ولم يكن أحد يعرف مكانها، كنا نخشى الأسوأ بالفعل". ولكن بعد محاولات متواصلة للاتصال بها، "عادت إلى الظهور، وبدت كأنها رهينة".
في حين قال مصدر مقرب من الأميرة بنت سعود: "لقد أجروا تحقيقاً لمعرفة ما إذا كانت (مزاعم محاولة الفرار) صحيحة أم لا، وعلى الرغم من انتهاء تلك التحقيقات، فإنه حتى هذه اللحظة لم تكن هناك إجابة"، مضيفة: "لقد ثبت أنها كانت معلومات خاطئة، إلا أننا لا نزال لا نعرف سبب احتجاز الأميرة".
وتشتهر الأميرة بمقالاتها بشأن أوضاع المرأة في السعودية والإصلاحات السياسية، وعادت إلى المملكة في 2016 بعد أن توسَّط لها ولي العهد في ذلك الحين ابن عمها الأمير محمد بن نايف.
كما تحدثت أيضاً عن الاعتقالات التي طالت عشرات من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين في عام 2017، وطالبت بوقف الحرب في اليمن، مؤكدة أن "الحرب استنزفت المملكة واليمن والمنطقة بشرياً ومادياً".