أظهرت بيانات رسمية، الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020، أن الاقتصاد الصيني انكمش بنسبة 6.8٪ في الفترة منذ يناير/كانون الثاني حتى مارس/آذار، ليسجل أول انكماش له منذ عام 1992، وذلك جراء تداعيات أزمة كورونا على اقتصادات الدول.
الانكماش التاريخي جاء لثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعدما تسببت جهود احتواء فيروس كورونا، الذي ظهر أول مرة في الصين في أواخر العام الماضي، في إغلاق المصانع ووسائل النقل والمتاجر.
أكبر من توقعات المحللين: فيما تشهد اقتصادات كبرى أخرى حالياً إغلاقات مماثلة تسببت في تعطيل التجارة العالمية، وتشير إلى أن تعافي الاقتصاد الصيني ليس قريباً على الأرجح.
إلا أن هذا الانكماش جاء أكبر من توقعات المحللين في مسح أجرته وكالة رويترز الأمريكية بتراجع نسبته 6.5 ٪، كما يأتي بعد نمو نسبته 6٪ في الربع الأخير من 2019. مقارنة مع الفترة نفسها قبل عام، تراجع الناتج المحلي الإجمالي 9.8٪ في الشهور الثلاثة الأولى من العام، وفق ما ذكره المكتب الوطني للإحصاءات، مقارنة مع توقعات بانكماش قدره 9.9٪ ونمو بنسبة 1.5٪ في الربع السابق.
تداعيات كورونا على الاقتصاد العالمي: الخسارة التي تكبدها الاقتصاد الصيني جراء كورونا جاءت بعد أن أفاد تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي بشأن تأثيرات وباء كورونا على الاقتصاد العالمي بتوقّع انكماش أسوأ مما تسببت فيه الأزمة المالية العالمية عام 2008، لكن التوقعات أكثر تشاؤماً فيما يخص اقتصادات الدول العربية التي تعتمد على صادرات النفط، وذلك بسبب تأثيرات انهيار الأسعار، التي لا يبدو أن اتفاق التخفيض الأخير سيؤثر على ارتفاعها قريباً.
صندوق النقد الدولي قال إن وباء كوفيد-19 يسبب تكلفة بشرية عالية ومتزايدة حول العالم، كما أن إجراءات الحماية الضرورية تتسبب في تأثيرات ضخمة على النشاط الاقتصادي، وكنتيجة للوباء من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد العالمي بحدَّة وبنسبة 3% في العام الجاري (2020)، وهي نسبة أسوأ بكثير من تبعات الأزمة المالية عامي 2008 و2009.
آخر تطورات كورونا في العالم: يشار إلى أنه حتى مساء الخميس 16 أبريل/نيسان 2020، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم المليونين و175 ألفاً، توفي منهم أكثر من 145 ألفاً، فيما تعافى ما يزيد على 546 ألفاً، حسب موقع "وورلد ميتر" المتخصص في رصد أعداد ضحايا الوباء بالعالم.
