حذرت تقارير دولية للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية من احتمال وفاة ما بين 300 ألف و3 ملايين شخص، مع تسجيل أكثر من عشرة ملايين إصابة بفيروس كورونا في القارة السمراء، خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الجائحة.
عدد الوفيات المحتمل جاء في تقرير أعدته اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة حول تأثيرات الجائحة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، نُشر الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020.
فيما أكد مسؤول إقليمي في منظمة الصحة العالمية، الخميس 16 أبريل/نيسان، أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في أفريقيا قد يقفز إلى عشرة ملايين حالة خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، طبقاً لنموذج إحصائي مؤقت.
ولكن أضاف مدير برنامج منظمة الصحة العالمية للاستجابة لحالات الطوارئ في أفريقيا، ميشيل ياو أن "هذا التنبؤ المؤقت قابل للتغيير"، مشيراً إلى أن "أسوأ التوقعات لتفشي وباء إيبولا لم تتحقق لأن الناس غيروا سلوكياتهم في الوقت المناسب".
إمكانيات محدودة: تقرير الأمم المتحدة أشار إلى أن 56%من سكان المدن الكبرى بإفريقيا يعيشون في أحياء عشوائية مزدحمة وسط إمكانيات محدودة، بينما يعيش 34% فقط في منازل مجهزة بمستلزمات لغسل الأيدي.
أضاف التقرير أن 71% من الأيادي العاملة في إفريقيا غير قادرة على أداء أعمالها من المنازل، الأمر الذي قد يدفع بـ27 مليون شخص نحو الفقر المدقع.
هذا على مستوى الأفراد، أما الحكومات فقد كشف التقرير عن حاجتها لحوالي 100 مليار دولار لسد الاحتياجات الأساسية في القطاعين الصحي والاجتماعي، في الوقت الذي من المتوقع أن يسفر تفشي الفيروس عن تراجع النمو الاقتصادي في هذه الدول بما يتراوح بين 1.8% و3.1%، خلال العام الجاري.
وحسب الإحصائيات الأخيرة للمركز الإفريقي للوقاية ومكافحة الأمراض، فقد بلغ عدد المصابين بالفيروس في كافة دول القارة السمراء 18 ألفاً و333، توفي منهم 962 شخصاً.
جسر جوي: تأتي هذه التقارير في الوقت الذي أعلن فيه برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، الأربعاء 15 أبريل/نيسان 2020، إطلاق "جسر جوي" لتوفير الإمدادات الطبية للبلدان الإفريقية في إطار مكافحة فيروس كورونا.
المتحدثة باسم البرنامج أوضحت أن أول طائرة لإبداء التضامن حطت في أديس أبابا، فيما سيتم إيصال المساعدات منها إلى الدول الإفريقية عن طريق الجسر الجوي القائم.
وستنقل في وقت لاحق جواً إلى خمس دول إفريقية، هي: جيبوتي والسودان وإريتريا والصومال وتنزانيا.
شحنة المساعدات تضم مليوني كمامة، ونظارات واقية، وقفازات، وغيرها من المعدات الوقائية المخصصة للعاملين في مجال الصحة، وكذلك أجهزة التنفس للمرضى.
كما كشفت المتحدثة باسم البرنامج أن الإمدادات كافية لحماية العاملين في مجال الصحة أثناء علاج ما يزيد على 30 ألفاً من المرضى في أنحاء القارة.
تطورات كورونا: وحتى ظهر الجمعة، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم المليونين و193 ألفاً، توفي منهم أكثر من 147 ألفاً، فيما تعافى ما يزيد على 555 ألفاً، حسب موقع "وورلدو ميتر" المتخصص في رصد أعداد ضحايا الجائحة.
