قالت حركة "حماس"، الخميس 16 أبريل/نيسان 2020، إن إسرائيل لم تتقدم بخطوات "فعلية وجادة"، تجاه المبادرة التي طرحها قائد الحركة بقطاع غزة يحيى السنوار، بشأن إبرام صفقة تبادل أسرى.
إذ تقدمت الحركة في بداية شهر أبريل/نيسان الجاري، بمبادرة أعلن عنها قائد "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، في لقاءٍ متلفز، معلناً استعداد "حماس" لتقديم "مقابل جزئي" لإسرائيل، لتفرج عن معتقلين فلسطينيين.
الكرة في ملعب إسرائيل: قال عبداللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، في بيان وصلت إلى الأناضول نسخة منه، إن "الاحتلال لم يتقدم بخطوات فعلية وجادة، ولم يلتقط المبادرة حتى الآن". وأضاف: "نجاح أو فشل مبادرة السنوار مرهون بمدى جدية الاحتلال"، مشيراً إلى أن "الكرة ما زالت في ملعبه".
كما أكد القانوع أن "مبادرة السنوار ما زالت قائمة وجادة، وهي تمثل البعد الإنساني للإفراج عن الأسرى". ولفت إلى أن" قضية الأسرى على رأس أولويات قيادة حركة حماس في هذه المرحلة الحساسة".
عرض مرهون بشروط: أبدت "حماس" تكتُّماً يتعلق بالحديث عن أي تفاصيل عن المفاوضات التي لم تبدأ بعد.
لكن مصدراً مسؤولاً في الحركة، رفض الكشف عن اسمه، أبلغ "عربي بوست" أن الظرف الإنساني في غزة دفع قيادة الحركة إلى إطلاق هذه المبادرة، خاصة مع ظهور وباء كورونا.
كما أوضح أن هذا الأمر يعني أن الصفقة قد تتعلق بإطلاق سراح الأسرى من كبار السن والمرضى والأطفال والنساء، ممن تخشى الحركة انتقال الوباء إليهم، بعد الإعلان عن إصابة عدد من السجانين الإسرائيليين.
إضافة إلى هذا تتضمن الصفقة تحسين الظروف المعيشية السيئة في القطاع، وإدخال معدات طبية تحتاجها مشافي غزة للإسراع في فحوصات المشتبه في إصابتهم بالمرض؛ خشية تفشيه في القطاع.
وأضاف أن الإفراج عن الأسرى الكبار من ذوي المحكوميات العالية يمكن الحديث عنه في مرحلة لاحقة من المفاوضات، في حال سارت الأمور بشكل طبيعي وسلس، "سنكون أمام مفاوضات شاقة حول طبيعة الأسرى الذين نطالب بالإفراج عنهم، ومن الطبيعي ألا تجد مطالبنا موافقة إسرائيلية فورية"، على حد تعبيره.
مفاوضات صعبة: تحدَّث حيزي سيمنتوف، مراسل القناة 13 الإسرائيلية، عن وجود احتمال بأن تقدم "حماس" معلومات واضحة عن حالة الجنديين غولدن وشاؤول، وهذه رغبة إسرائيلية قبل الدخول في المفاوضات، لذلك يُتوقع أن تكون المفاوضات صعبة، وقد تستغرق وقتاً طويلاً.
تدرك إسرائيل أن "حماس" امتلكت خبرة كافية في إدارة ملف المفاوضات، ولن تقدم معلومات مجانية، مما قد يصعّب المفاوضات.
بالنظر إلى تجربة أَسر الجندي جلعاد شاليط في عام 2006، استطاعت "حماس" إبرام صفقة تبادل عام 2011 من خلال الوسطاء المصريين، تمثلت بالإفراج عما يزيد على ألف أسير فلسطيني، من أبرزهم زعيم "حماس" في غزة يحيى السنوار، وعدد من أعضاء المكتب السياسي الحالي للحركة، روحي مشتهى وحسام بدران وزاهر جبارين وموسى دودين.
ماذا عن إسرائيل؟ في السادس من الشهر ذاته، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى إجراء "حوار فوري عبر وسطاء حول الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة".
قال مكتب نتنياهو، في بيان آنذاك، إن "منسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم، وطاقمه بتعاون مع هيئة الأمن القومي، والمؤسسة الأمنية، مستعدون للعمل بشكل بنّاء، من أجل استعادة القتلى والمفقودين، وإغلاق الملف، ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء".
هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل استعدادها للحوار حول مفقوديها في غزة، وتقول تل أبيب إن "حماس" تحتجز 4 أفراد منذ الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014.
بينما تصر الحركة على عدم إعطاء معلومات عن الإسرائيليين لديها، إلا بعد أن تفرج تل أبيب عن أسرى محرَّرين أعادت اعتقالهم بعد أن أفرجت عنهم خلال صفقة تبادل أسرى جرت عام 2010.