قال موقع Middle East Eye البريطاني نقلاً عن صحف هندية، الأربعاء 15 أبريل/نيسان 2020، إن مستشفى بولاية غوجارات الهندية يفصل بين المرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا على أساس الدين، إذ أنشأ مستشفى أحمد آباد العام، الذي يحتوي على 1200 سرير، أجنحة منفصلة للهندوس وأخرى للمسلمين، بعد أن تلقى أوامر من حكومة الولاية بالقيام بهذا الإجراء، في وقت يتعرض فيه المسلمون هناك لحملات عنيفة بعد أن وُجهت لهم اتهامات بنشر كورونا، بحسب ما ورد.
تعليق مدير المستشفى: فيما قال المدير الطبي للمستشفى، الدكتور جانفانت راثود: "بوجه عام هناك أجنحة منفصلة للمرضى من الذكور والإناث. لكن هنا عمدنا إلى إنشاء أجنحة منفصلة للمرضى من الهندوس والمسلمين". مضيفاً: "إنه قرار من الحكومة، ويمكنك سؤالهم عنه".
حملات على المسلمين: كانت ولاية غوجارات الهندية أبلغت عن 650 حالة مؤكدة الإصابة بفيروس كوفيد 19 و28 حالة وفاة، حتى 15 أبريل/نيسان، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الهندية.
ومنذ ظهور الفيروس شهدت حملات المقاطعة والهجمات على المسلمين ارتفاعاً كبيراً وسط مزاعم كاذبة بأن المسلمين هم مَن نشروا الوباء في البلاد.
فيما زعمت وسائل الإعلام الهندية أن جماعة "التبليغ"، وهي جماعة إسلامية سُنية، شنت حملة لنشر وباء كوفيد 19 وسط الأغلبية الهندوسية.
ونتيجة لذلك تخضع الأقلية المسلمة في الهند –وهي التي كانت بالفعل هدفاً لهجمات عنيفة من الهندوس وتمييز الحكومة ضدها- لإجراءات مراقبة وتمحيص متزايد.
قرار بالفصل بين الطوائف في المستشفى: أحد مرضى المستشفى قال للصحيفة: "في ليلة الأحد، نُوديت أسماء 28 رجلاً ممن كانوا في الجناح الأول، ليجري نقلهم بعد ذلك إلى جناح آخر".
ومع أن أحداً لم يُطلعنا على السبب وراء تغيّر جناحنا السابق، فإن جميع الأسماء التي استُدعيت تنتمي إلى طائفة واحدة.
تحدثنا إلى أحد الموظفين في جناحنا اليوم، فقال لنا إن ذلك الإجراء اتُّخذ من أجل "راحة كلا الطائفتين".
فيما صرح نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة الهندي، نيتين باتل، بأنه ليس لديه علم بالأمر.
قائلاً: "لستُ على علم بهذا القرار. بوجه عام، هناك أجنحة منفصلة للذكور والإناث. سأستفسر عنه".
حملات لـ"تشويه الطائفة المسلمة": دفعت الحملات جمعية علماء الهند، وهي منظمة تضم علماء مسلمين، إلى التقدم بعريضة تتهم وسائل الإعلام بأنها تعمدت ربط انتشار فيروس كورونا باجتماع عقدته جماعة التبليغ، وأن بعض الاتجاهات في وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية قصدت إلى "وصم وتشويه الطائفة المسلمة بأكملها".
مع ذلك فقد رفضت المحكمة العليا في البلاد قبول الدعوى، قائلة إنها لا تستطيع "تقييد حرية الصحافة".
وكانت الهند، التي شهدت ولاياتها ما يقرب من 12 ألف حالة إصابة بالفيروس و400 حالة وفاة، قد فرضت حظراً على مستوى البلاد الشهر الماضي، تضمن منع الناس مغادرة البلاد أو دخولها.
فيما قال أحد علماء الأوبئة في الهند الشهر الماضي إن ما يصل إلى 55% من سكان البلاد أو نحو 715 مليون شخص قد يصابون بالفيروس، في حين تشير تقديرات أكثر تحفظاً إلى أن الهند قد تعاني نحو 30 ألف حالة وفاة بالفيروس بحلول شهر مايو/أيار.