يقترب عدد الإصابات بفيروس كورونا القاتل في جميع أنحاء العالم من عتبة مليوني شخص، حيث تتصدر الولايات المتحدة قائمة أكثر البلدان إصابة بالفيروس، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من رفع الدول للتدابير الاحترازية من كورونا بشكل مفاجئ وسريع.
الضحايا في تزايد: جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، التي ترصد أعداد ضحايا كورونا في العالم، أشارت الثلاثاء 14 أبريل/ نيسان 2020 إلى أن عدد إصابات الفيروس وصل إلى 1,920,985 شخصاً، في حين اقترب عدد القتلى من 120 ألفاً، الجزء الأكبر منهم بأمريكا.
تُفيد الإحصاءات أيضاً بأن أكثر من ربع الإصابات حول العالم موجودة في الولايات المتحدة لوحدها، فحتى الثلاثاء 14 أبريل/نيسان، وصل عدد المصابين بالفيروس في أمريكا إلى 582.580 شخصاً، بينما وصل عدد القتلى إلى 23.622 شخصاً.
تُعد ولاية نيويورك أحد أكثر الأماكن في العالم تضرراً من الفيروس، حيث تجاوزت حصيلة الوفيات فيها 10 آلاف شخص، وفقاً لما أعلنه حاكم الولاية أندرو كومو، وذلك بعدما سجلت نيويورك لوحدها 671 وفاةً خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
لكن رغم فداحة هذه الأرقام، فإن هناك بارقة أمل في الولاية، حيث قال كومو: "لقد مر الأسوأ"، شرط مواصلة التقيّد بتدابير العزل، وأضاف أن الأرقام ستعاود الارتفاع إن "ارتكبنا حماقة"، بحسب تعبيره.
في ذات السياق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "نحن مستعدّون لإضافة آلاف الأسرّة الطبية إذا احتجنا لذلك. أعتقد أنّنا لن نحتاج إلى ذلك، لأنّنا بلغنا على ما يبدو حالة ثبات، لا بل إنّ هناك في العديد من الحالات تراجعاً" في أعداد الإصابات اليومية.
من جانبه، قال المدير العام لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد إنّ الولايات المتّحدة "تقترب من الذروة" في أعداد الإصابات بالوباء.
كانت أمريكا قد سجلت، مساء الإثنين 13 أبريل/نيسان 2020، وفاة 1509 أشخاص من جرّاء فيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية تناهز تقريباً تلك المسجّلة في اليوم السابق (1514 وفاة)، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
تحذير عالمي: على الرغم من وصول عدد مصابي كورونا إلى عتبة المليونين، فإن دولاً بدأت تفكر في رفع جزئي للقيود المفروضة على تحرك مواطنيها وعلى أسواق العمل.
لكن منظمة الصحة العالمية حذرت، على لسان مديرها العام، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من رفع جميع التدابير المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا، في آن واحد وبسرعة، وفقاً لما قاله خلال مؤتمر صحفي، الإثنين 13 أبريل/نيسان 2020.
غيبريسوس قال إن "فيروس كورونا ينتشر بسرعة إلا أنه يتباطأ عند مقاومته، وهذا يعني أن ترفع التدابير والقيود بعناية وبطء، ويجب ألا نتخلص منها جميعاً في آن واحد".
كذلك أكد غيبريسوس أنه "قد لا يكون من الممكن تطبيق دعوات البقاء في المنازل والقيود الأخرى المتخذة في البلدان ذات الدخل المرتفع، في البلدان الفقيرة وذات الكثافة السكانية العالية"، مشيراً إلى أن الناس في البلدان الفقيرة يعيشون من خلال العمل اليومي.
يُشار إلى أن عدداً من الدول بدأت فعلياً بتخفيف القيود مثل الصين التي سمحت للسكان بالتحرك، ومزاولة الأعمال، وفتحت عدداً من الأسواق، كما أن إسبانيا سمحت بعودة بعض قطاعات الاقتصاد للعمل وسط مخاوف الحكومة من انتشار الفيروس.
ألمانيا من جانبها تدرس احتمال تخفيف القيود المفروضة لمكافحة تفشي كورونا، وسيكون هذا الأمر مطروحاً في اجتماع تترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم الأربعاء 15 أبريل/نيسان 2020.
يُشار إلى أن الفيروس تسبب في أضرار اقتصادية كبيرة لدول العالم، التي تأمل من خلال العودة التدريجية للحياة الطبيعية وأسواق العمل في تحقيق انتعاش اقتصادي فيها.