خاطب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، ميليشيات حفتر التي تعتدي على العاصمة طرابلس وداعميهم من "العواصم المتآمرة"، بقوله: "أبناؤكم الذين بعثتم بهم ليموتوا على أرضنا سنعيدهم لكم في توابيت برفقة وثائقهم الثبوتية".
جاء ذلك في بيان لرئيس حكومة الوفاق المعترف بها دولياً نشره المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الإثنين 13 أبريل/نيسان 2020، على حسابه الرسمي على فيسبوك، تعليقاً على الانتصارات المتتالية التي حققتها قوات حكومة الوفاق مؤخراً في إطار عملية "عاصفة السلام" التي تشنها رداً على اعتداءات حفتر.
ماذا قال السراج؟ رئيس المجلس الرئاسي الليبي أوضح قائلاً: "سنصدر أوامرنا لوزارة الخارجية لتولي التنسيق في الأمر (إرسال التوابيت) مع الجهات المعنية".
كما أردف مخاطباً حفتر وداعميه: "مدرعاتكم التي بعثتم بها صارت رماداً، وما سلم منها صار في قبضتنا وسنحفظها في متحف الحرب لتظل شاهداً على غدركم وتلعنكم الأجيال مدى الدهر".
السراج مضى قائلاً: "ذخائركم التي قتلت أبناءنا، وطائراتكم التي دمرت مدننا، وغطرستكم أيضاً، ستحاسبكم عليها شعوبكم قبلنا". وتابع "نبشركم بأن مخططاتكم ذهبت أدراج الرياح، ومحاولتكم لتعطيل عملية "عاصفة السلام" بالهجوم على أبوقرين (جنوب مصراته) فشلت، واليوم نستعيد السيطرة على مدننا المخطوفة في صرمان وصبراتة (غرب طرابلس)".
بينما أوضح السراج أن قواتهم خاضت الأحد في محور أبوقرين "ملحمة بطولية لقنت فيها الغزاة درساً.. دفاعاً عن الأرض والعرض ضد جحافل دفعت بها عواصم تظهر لنا الولاء نهاراً وتتآمر علينا تحت جنح الظلام". وزاد، "دفعت قواتنا خيرة الرجال للتصدي لجحافل الغدر من شتى الفصائل والجنسيات، وشتان بين رجل يقاتل عن أرضه وآخر يحارب لمن يدفع أكثر".
من يقصد السراج بتهديده؟ تصريحات المسؤول الليبي يقصد بها المرتزقة الأجانب الذين يدعمون اللواء المتقاعد حفتر، في مقدمتهم مرتزقة "فاغنر" الروس، وأيضاً عناصر من الجنجويد السودانيين، إضافة إلى ضباط مصريين وإماراتيين.
إذ ينتشر مرتزقة فاغنر، في الخطوط الخلفية لجبهات القتال الأمامية جنوبي طرابلس، وبشكل أدق من بلدتي السبيعة وسوق الخميس امسيحل شرقاً، إلى مدينة العزيزية غرباً، على طول خط عرضي يفصله عن شمال طرابلس 45 كلم.
أقصى تواجد سُجل لعناصر فاغنر، بالقرب من خطوط المواجهة الأمامية، كان في بلدة سوق السبت (35 كلم جنوب طرابلس بالقرب من المطار القديم) شمالاً، ومنطقة الهيرة جنوباً. كما أنهم يتمركزون حالياً في قاعدتي الجفرة (وسط) والوطية (140 كلم جنوب غرب طرابلس)، كما صدر تقرير عن خبراء تابعين للأمم المتحدة مؤخراً، يتحدث عن دور كبير لمجموعات من المرتزقة السودانيين والتشاديين تعمل وتقاتل مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وجود المرتزقة الأفارقة في ليبيا ليس جديداً، لكنَّ وضعهم تعزز في البلاد مؤخراً مع سقوط حكم الرئيس عمر البشير في السودان، الذي كان معادياً للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
تقدم ميداني: في وقت سابق، الإثنين، أعلنت قوات حكومة الوفاق، أنها استعادت السيطرة على مدينتي صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) وصرمان (60 كلم غرب العاصمة) اللتين كانت تسيطر عليهما القوات الموالية للمشير خليفة حفتر. وبحسب مصادر عسكرية تابعة لقوات الحكومة، فإن السيطرة على هاتين المدينتين أتت بعد معارك استمرت أكثر من 6 ساعات متواصلة ورافقها دعم جوي.
إذ أشار المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو في بيان إلى أن "قواتنا سيطرت على مدينتي صبراتة وصرمان وتطارد فلول الميليشيات الإرهابية الهاربة". كما سيطرت القوات الحكومية على عدد من المدرعات وعربات صواريخ غراد و10 دبابات وآليات مسلحة، بحسب ما ورد في البيان.
من جهته، أكد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق السيطرة على صبراتة وصرمان. ولفت السراج إلى فشل الهجوم من قبل قوات حفتر على أبو قرين جنوب مصراتة الأحد واستعادة "السيطرة على مدننا المخطوفة في صرمان وصبراتة".
تفاصيل العملية: أكد محمد القمودي وهو قائد ميداني بقوات حكومة الوفاق في تصريح له أن "السيطرة التامة على مدينتي صبراتة وصرمان غرب طرابلس، جاءت بعد معارك استمرت لأكثر من 6 ساعات متواصلة بدعم جوي".
ورأى القمودي أن "العملية العسكرية نجحت في طرد عصابات حفتر بأقل الأضرار، وتمكنت قواتنا من السيطرة على مخازن سلاح وذخائر ضخمة تركتها قواتهم، إلى جانب السيطرة على عشرات المدرعات وناقلات الجنود والآليات والعربات المسلحة".
من الجهة المقابلة، لم تصدر قوات حفتر عبر أي من منصاتها الإعلامية تعليقاً رسمياً حول المعارك في صبراتة وصرمان.