علَّقت مؤسسة الأزهر في مصر، السبت 11 أبريل/نيسان 2020، على حادثة محاولة منع أهالي إحدى القرى دفن سيدة، بعد إصابتها بـ"كورونا"، وأصدرت فتوى تُحرم أي إساءة إلى المتوفين من جراء الفيروس، كما دفعت الحادثة مفتي البلاد، شوقي علام، إلى التعليق عليها.
حادثة أثارت غضباً: مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية (تابع للمؤسسة السُّنية الأبرز بالعالم الإسلامي)، قال في بيان إن "الإصابة بفيروس كورونا ليست ذنباً أو خطيئة".
كما أفتى المركز بـ"حرمة إيذاء المصاب به، أو الإساءة إليه، أو امتهان (احتقار) من تُوفي من جرائه"، داعياً الله -عزو جل- "أن يتقبل المتوفين بالفيروس من الشهداء".
تأتي الفتوى بالتزامن مع محاولة أهالي قرية شبرا البهو فريك، منع دفن متوفية بـ"كورونا"، وهي طبيبة سابقة، اعتقاداً منهم أنها قد تنقل العدوى إليهم، في مشهد تكرر من قبلُ بالعراق.
موقف الأهالي اضطر قوات الأمن إلى التدخل باستخدام قنابل غاز مسيلة للدموع لتفريقهم، ليتم بعد ذلك دفن السيدة، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام مصرية.
أثارت الحادثة غضباً بين مصريين على شبكات التواصل الاجتماعي، وأبدوا رفضهم لمنع دفن السيدة، في حين ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، أن النائب العام حمادة الصاوي أمر بالتحقيق العاجل فيما حدث بقرية شبرا، في حين – قالت وزارة الداخلية المصرية إن الشرطة ألقت القبض على 23 شخصاً لهم صلة بالحادثة، وفقاً لوكالة رويترز.
أما نقابة الأطباء، فقالت إنها تستنكر "ما حدث اليوم في جنازة الطبيبة من اعتراض بعض الأهالي لدفن الجثمان".
حرمة التنمر على الموتى: في سياق متصل، أكد مفتي مصر شوقي علام، في بيان، أنه "لا يجوز التنمر من مرضى كورونا أو التجمهر و(..) الاعتراض على دفن شهداء الفيروس والتي لا تمتُّ إلى ديننا ولا إلى قِيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة".
أضاف علام أن "المتوفى إذا كان قد لقي ربه متأثراً بفيروس كورونا فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى؛ لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله تعالى صابراً محتسباً"، داعياً إلى الدفن بالطريقة الشرعية وباتباع المعايير الصحية.
هل ينقل الميت العدوى؟ نقلت تقارير صحفية عن خبراء صحة، خلال الأيام الأخيرة، أن "كورونا" يعتمد على الخلايا الحية لكي يعيش، لذلك لا يبقى حياً في جسد الإنسان بعد وفاته سوى ساعات قليلة.
خلال تلك الساعات ـوفق هؤلاء الخبراءـ لا يملك طريقة للخروج من الجسد الميت، لأنه عند الكائن الحي يخرج بالسعال وينتشر ويعدي، في حين لا يستطيع الخروج من رئة المتوفى.
هذا أيضاً ما أيدته منظمة الصحة العالمية، التي تقول إنه "وخلافاً للاعتقاد الشائع، لا دليل على أن الجثث تشكل خطراً بعد الإصابة بأمراض وبائية إثر كارثة طبيعية، لأن معظم الجراثيم المسبِّبة للأمراض لا تبقى على قيد الحياة فترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت".
ضحايا كورونا في مصر: يواصل الفيروس تسجيل إصابات ووفيات جديدة بين المصريين، حيث أعلنت وزارة الصحة مساء السبت 11 أبريل/نيسان 2020، تسجيل 11 حالة وفاة ناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 146، وإصابة 145 آخرين ليرتفع الإجمالي إلى 1939.
في سياق متصل، قالت نقابة أطباء مصر في بيان، السبت، إنه تم حصر "إصابة 43 طبيباً واستشهاد 3 أطباء بالفيروس، اثنان منهم بعدوى مجتمعية بعيداً عن العمل"، دون تفاصيل أكثر.