توجَّه الرئيس دونالد ترامب بسؤال غريب إلى الطبيب أنتوني فوتشي، مدير المعهد القومي الأمريكي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية، عندما استفسر منه عن إمكانية أن يسمح المسؤولون الأمريكيون بـ"تغلغل" جائحة فيروس كورونا في البلاد، وهو ما جعل فوتشي يحذّره من حدوث وفيات كثيرة.
ترامب يؤيد "مناعة القطيع": موقع The Hill نقل عن الصحيفة، أنه خلال اجتماع لقوة عمل مكافحة البيت الأبيض بغرفة العمليات في الشهر الماضي، وفي اليوم ذاته الذي أمر فيه ترامب بإيقاف السفر من المملكة المتحدة وأيرلندا في إطار جهوده لإيقاف انتشار الفيروس، قيل إن ترامب سأل فوتشي: "لماذا لا نتركه يتغلغل في البلاد؟".
أكد مصدران مطلعان على تعليقات الرئيس، لصحيفة The Washington Post، أنه طرح هذا السؤال، وذكرت الصحيفة أن ترامب أيضاً حاول أن يفهم لماذا رُفضت "مناعة القطيع" استجابة لفيروس كورونا.
تشير الصحيفة إلى أن "مناعة القطيع" تتشكل عندما تصير نسبة كبيرة من السكان محصَّنة ضد الفيروس، إما بالإصابة والشفاء، وإما من خلال الحصول على اللقاح.
بحسب المزاعم، ردَّ فوتشي على الرئيس قائلاً: "سيدي الرئيس، يمكن أن يموت كثير من الناس"، وأوردت الصحيفة أن فوتشي لم يستوعب في البداية ما الذي كان يعنيه الرئيس بكلمة "تغلغل"، ولكن كان منزعجاً.
ترامب لا يدعم التباعد الاجتماعي: يضاف السؤال المنسوب إلى ترامب، لجملة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي وأثارت مخاوف مسؤولي الصحة في أمريكا، فعلى سبيل المثال أبدى ترامب مراراً عدم تأييده للإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى التباعد الاجتماعي بين البشر كوسيلة للحد من انتشار فيروس كورونا.
كذلك رفض ترامب توقُّف الأعمال، وانتقد في الوقت نفسه نصائح الأطباء، معتبراً أنَّ ترك الأمر لهم سيعني بقاء العالم مغلقاً عامين.
يدرس الرئيس الأمريكي حالياً قرار توقيت العودة إلى الأوضاع الطبيعية، على الرغم من تسجيل البلد أكثر من نصف مليون إصابة، وتجاوز عدد الوفيات 20 ألفاً، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
ترامب، الذي يسعى لإعادة انتخابه في تصويت يجري في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قال إنه يريد عودة الحياة لطبيعتها في أسرع وقت ممكن، وإن القيود المشددة على التنقلات بهدف احتواء انتشار المرض لها ثمنها على الاقتصاد والصحة العامة.
عندما سُئل الرئيس عن المعايير التي سيستخدمها للتوصل إلى قرار بشأن العودة للحياة الطبيعية، أشار إلى جبهته وقال: "المعايير هنا.. هذه معاييري"، مضيفاً في حديثه للصحفيين: "سأضطر إلى اتخاذ قرار (…)، وآمل من الله أن يكون القرار الصحيح (…)، إنه أكبر قرار يتعين عليَّ اتخاذه على الإطلاق".
وكالة رويترز أشارت إلى أن الإرشادات الاتحادية الحالية تسري حتى 30 أبريل/نيسان 2020، ثم سيكون على الرئيس اتخاذ قرار بشأن تمديدها أو البدء في تشجيع الناس على العودة للعمل ولشكل أكثر طبيعية للحياة اليومية.