بينما يقضي نحو مليار ونصف المليار شخص حول العالم حياتهم في هذه الأيام داخل منازلهم خشية من فيروس كورونا القاتل، يقوم ملك تايلاند ماها فاجيرالونغورن بكسر قواعد الحجر الصحي المفروضة على العامة، بسبب قيامه برحلات ترفيهية ظاهرة إلى أوروبا، ما جعله يثير غضب مضيفيه.
رحلات فاخرة: صحيفة The Times البريطانية تحدثت الجمعة 10 أبريل/نيسان 2020 عن تقارير أفادت بأن الملك ماها قضى الأسابيع الأخيرة في فندق مغلق أمام عامة المسافرين في بلدة غارميش بارتنكيرشن البافارية الخلابة بألمانيا.
من هناك سافر الملك أيضاً بطائرته الخاصة من طراز بوينغ 737 إلى دريسدن ولايبزيغ وهانوفر، وسافر في رحلة قصيرة من زيورخ إلى بانكوك للاحتفال بذكرى تأسيس أسرة تشاكري الحاكمة، في 6 أبريل/نيسان 2020.
تُشير الصحيفة إلى أن الملك يستخدم طائرة تابعة للخطوط الجوية التايلاندية مخصصة له حصراً، وذلك على الرغم من أن الخطوط الجوية التايلاندية أوقفت رحلاتها المنتظمة إلى أوروبا.
كذلك كان مطار بانكوك قد أُغلق لعدة أيام قبل وصوله، وكان السبب الرسمي وراء ذلك أن 100 سائح تايلاندي رفضوا دخول منشأة حجر صحي حكومية، ولكن ثمة تكهنات بأن المطار خضع للتطهير لتقليل خطر انتقال العدوى للملك القادم.
انتقادات في ألمانيا: بعد إقامته القصيرة، عاد الملك ماها (67 عاماً) الذي يشاع أنه جعل كلبه، فوفو، قائداً جوياً في سلاح الجو الملكي التايلاندي ويُقال إن لديه "حرملك" يضم 20 محظية، إلى فندق Grand Hotel Sonnenbichl في بافاريا، ما دفع البعض إلى اتهامه بانتهاك القواعد أثناء هذه الأزمة الصحية، وأن السلطات تغض الطرف عن ذلك بفضل ثروته ومركزه المهم.
فمن جانبها، كتبت صحيفة بيلد، الصحيفة الألمانية الأكثر مبيعاً: "من المشكوك فيه أن تكون رحلة ذهابه وعودته إلى غارميش خاضعة لقواعد الحجر الصحي".
أما في سويسرا فاعتقلت السلطات أحد صحفيي "بيلد" لمحاولته تصوير وصول الملك إلى مطار زيوريخ، وعلقت صحيفة بليك السويسرية بقولها: "الملك التايلندي مهرج نفسه"، وفق تعبيرها.
يُشار إلى أن اللوائح الألمانية المتعلقة بالجائحة تنص على أنه لا يُسمح للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي ممن ليس لديهم حق الإقامة لفترة طويلة بالدخول، ما لم يكن لديهم سبب حيوي لذلك، وأن الدخول لأغراض السياحة لم يعد مسموحاً به.
لكن رغم أنه من المرجح أن الملك فاجيرالونغورن، بصفته رئيساً لدولة، يتمتع بوضع دبلوماسي، يظل من غير الواضح إمكانية تصنيف رحلاته إلى ألمانيا ومدنها على أنها رسمية.
رد رسمي: بعد الضجة التي أحدثتها زيارة الملك لألمانيا، قالت الشرطة البافارية وهيئة الصحة بالولاية إنهما لم تلحظا مؤشرات على أن مرافقيه ينتهكون قواعد الإغلاق، رغم التقارير التي تفيد برصد أعضاء من مرافقيه وهم يركبون الدراجات في غارميش بارتنكيرشن.
من جانبها، قالت سلطة المنطقة المحلية في الشهر الماضي إنها منحت فندق Sonnenbichl إذناً خاصاً لاستضافة الملك والوفد المرافق له حيث إنهم يشكلون "مجموعة متجانسة".
وأوضح متحدث باسم السلطات، في حديث مع صحيفة Times هذا الأسبوع، أن الملك يخضع لقواعد مختلفة، إذ قال: "نحن باعتبارنا سلطة لمنطقة صغيرة في آخر السلسلة، إذ لا تأتينا أي معلومات حول ما إذا كان الملك يصطحب موظفين إلى هنا وأعدادهم، وفي النهاية وزارة الخارجية هي المسؤولة عن رؤساء الدول".
أشار المتحدث أيضاً إلى أن الملك ستنطبق عليه قواعد أخرى تختلف عن الشخص العادي. "وفي رأينا، سمحت السلطات بإقامته لأنها ربما افترضت أنه يؤدي أيضاً مهام رسمية من هناك"، وفق تعبيره.
شخصية مثيرة للجدل: كان ملك تايلاند قد تصدَّر مراراً عناوين الصحف بقراراته الغريبة التي أقدم عليها، بدءاً من زواجه بنائبة رئيس قسم الحرس الشخصي في حفل زفاف مفاجئ، ومنحها لقب الملكة سوثيدا.
يشتهر ماها الذي يعني اسمه "المزيّن بالجواهر أو الصواعق"، بالحياة الشخصية الصاخبة. حتى بالنسبة لأمه، التي وصفت ابنها في رحلتها إلى الولايات المتحدة عام 1982 بأنه "دونجوان". تزوج أربع مرات، مع العديد من المشكلات والطلاق، ولديه سبعة أطفال من ثلاث أمهات مختلفات.
يعتبر الملك ماها من محبي السيارات الرياضية، ويمتلك طائرة بوينغ 737 يقودها بانتظام. كما أنه متحمس للدراجات الهوائية، حيث أغلق مؤخراً شوارع بانكوك العاصمة لمسافة تصل إلى 39 كيلومتراً لإحدى فعاليات ركوب الدراجات التي شارك بها بالزي الرياضي الأصفر.