كورونا يغير طبيعة المعارك بين الدول.. حرب جديدة تخوضها الحكومات لتأمين المعدات الطبية

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/10 الساعة 08:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/10 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش
طائرات الشحن أصبحت مستهدفة في مطارات الدول، رويترز

استطاعت جائحة كورونا تغيير طبيعة المعارك بين الدول الكبرى، فبدلاً من البحث عن السلاح، تسعى الدول اليوم لتأمين احتياجاتها من نقص المعدات والأجهزة الطبية بأي طريقة ممكنة، ولو كان ذلك عن طريق القرصنة. 

فقد رفع انتشار فيروس كورونا من حاجة الدول الملحة إلى معدات الحماية، مثل الكمامات والقفازات في جميع أنحاء العالم، حتى بدأت دول بالاستيلاء على شحنات من تلك المواد كانت متجهة إلى دول أخرى، في مشهد غير مسبوق في الساحة الدولية. 

المبادرة الأولى كانت من التشيك في أوائل مارس/آذار 2020، حينما قامت بمصادرة 110 آلاف كمّامة كانت في طريقها لإيطاليا بعد شرائها من الصين، ولم تحل المشكلة إلا بتدخل القنوات الدبلوماسية العليا.

إيطاليا مرة أخرى.. لم تكن التشيك الوحيدة التي حاولت قرصنة معدات في طريقها لإيطاليا، بل باريس أيضاً احتجزت في 3 من مارس/آذار، شحنة من الكمامات الطبية اشترتها شركة الرعاية الصحية السويدية "مولنليكه" لصالح كل من إيطاليا وإسبانيا.

بعد نحو أسبوعين من الجهود الدبلوماسية، وبعد تدخل الحكومة السويدية، أرسلت باريس نصف كمية الكمامات المحتجزة فقط إلى إيطاليا وإسبانيا، الأكثر تضرراً من الفيروس.

فيما أعلنت الشركة السويدية أن طلباتها لشراء الكمامات لصالح إيطاليا وإسبانيا ستمر مستقبلاً عبر بلجيكا، لتفادي تكرار ما حدث.

كما صادرت ألمانيا 240 ألف كمّامة كانت معدّة للتصدير إلى سويسرا، في الثامن من الشهر الماضي. وأطلقت سويسرا مبادرة دبلوماسية لحل المشكلة. 

كمامات صينية بيعت لطرفين في نفس الوقت.. رئيس منطقة باكا الفرنسية،  رينو موسيليه، أعلن 2 أبريل/نيسان الجاري أن الصين أرسلت كمامات ومنتجات حماية أخرى، كانت قد طلبتها فرنسا، إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف أن الأمريكيين اشتروا الكمامات، التي طلبها الفرنسيون، ودفعوا ثمنها للصين نقداً، فغيرت طائرة الشحن مسارها من فرنسا إلى الولايات المتحدة. 

قرصنة أمريكية.. ألمانيا من طرفها وجهت اتهاماً إلى الولايات المتحدة بمصادرة 200 ألف كمامة اشترتها برلين لمكافحة الوباء.

فقد أكد السناتور الألماني، أندرياس جيزيل، 3 أبريل/نيسان، أن الولايات المتحدة استولت في بانكوك، عاصمة تايلاند، على أقنعة من نوع "FFP-2″، اشترتها إدارة مقاطعة برلين، معتبراً أن "تصرفات الولايات المتحدة هي نموذج للقرصنة المعاصرة".

كما طلب جيزيل من الحكومة الألمانية الفيدرالية إخطار الولايات المتحدة بضرورة الالتزام بالقواعد الدولية، وتابع: لا يمكن لواشنطن معاملة الشركاء، عبر الأطلسي، بهذا الشكل.. لا يجب تطبيق أساليب "الغرب المتوحش"، حتى في أوقات الأزمات العالمية.

صراع أمريكي داخلي.. حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، اندلعت حرب كمامات بين الولايات والحكومة الفيدرالية.

حيث صادرت وكالة حكومية اتحادية في ميناء نيويورك 3 ملايين كمامة اشترتها ولاية ماساتشوستس (شمال شرق)، وفق صحف أمريكية لم تُفصح عن اسم الوكالة.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، نهاية مارس/آذار، أن بعض الولايات الخاضعة لسيطرة الحزب الجمهوري حصلت على دعم أكثر مما طلبت.

حصيلة كورونا حتى الآن: وأجبر انتشار الفيروس دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر التجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس، والمطاعم والمقاهي.

فقد بلغت الحصيلة الكلية لمصابي الفيروس مليوناً و607 آلاف و900 حالة حتى صباح الجمعة، مع وفاة أكثر من 95 ألف شخص منهم. 

في حين تجاوزت حصيلة المتعافين من الفيروس عتبة 355 ألفاً، وذلك وفق منصة "Worldometers" للإحصائيات العالمية. 

ومازالت إيطاليا تتصدر دول العالم في وفيات كورونا، تليها إسبانيا، لكنها تحلّ ثانية بعد الولايات المتحدة في إجمالي عدد الإصابات.

تحميل المزيد