أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، الجمعة 10 أبريل/نيسان 2020، أن اتفاقاً بين البلدان المصدرة للخام وعلى رأسها السعودية وروسيا، بات في متناول اليد، لخفض كبير في إنتاج الخام من أجل الحد من تراجع الأسعار، إلا أن هذا الاتفاق، كانت تنتظره عقبة وذلك عندما أعلنت المكسيك رفضها المقترحات، ما جعل الاتفاق معلقاً.
بيان أوبك الذي صدر بعد إحدى عشرة ساعة من المناقشات عبر الدائرة المغلقة، أوضح أن تفاهماً مسبقاً قد تم على خفض الإنتاج العالمي في أيار/مايو وحزيران/يونيو 2020، بمقدار عشرة ملايين برميل يومياً.
أما الفترة الممتدة بين يوليو/تموز إلى ديسمبر/ كانون الأول 2020، فإن الاتفاق الذي ينص على أن يتراجع الخفض إلى ثمانية ملايين برميل يومياً لن يدخل حيز التنفيذ دون موافقة المكسيك.
لماذا تعارض المكسيك الاتفاق: تعارض المكسيك الاتفاق بعد أن رفضت تخفيضات الإنتاج التي طُلب منها تنفيذها، فقد صرحت وزيرة الطاقة المكسيكية روسيو نالي في اجتماع مع أوبك وحلفائها، أن بلادها تقترح خفض إنتاجها النفطي 100 ألف برميل يومياً في الشهرين القادمين.
وأضافت نالي في تغريدة أن المكسيك ستخفض الإنتاج إلى 1.681 مليون برميل يومياً من 1.781 مليون برميل يومياً مسجلة في مارس/آذار، وهو الرقم الذي يبدو أنه أقل مما يفرضه الاتفاق على دول المنظمة.
السعودية تعلق: من جانبها قالت السعودية إن تطبيق الاتفاق التاريخي يتوقف على انضمام المكسيك للتخفيضات، بحسب ما صرح به وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
وقال الأمير عبدالعزيز لرويترز عبر الهاتف "آمل في أن ترى (المكسيك) منافع هذا الاتفاق ليس للمكسيك فحسب بل للعالم أجمع. الاتفاق بالكامل يتوقف على موافقة المكسيك عليه".
ورداً على سؤال عما إذا كانت دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل ستشارك في اتفاق أوبك+ للخفض، قال الأمير عبدالعزيز "سيفعلونها بطريقتهم الخاصة، باستخدام نهجهم الخاص، ليس عملنا أن نُملي على الآخرين ما يمكنهم القيام به بناء على ظروفهم الوطنية".
الأمير عبدالعزيز قال أيضاً إن الاتفاق سيزيح نحو 11.3 مليون برميل يومياً من المعروض الفعلي للخام من السوق "بشرط موافقة المكسيك".
موقف السعودية لم يكن بعيداً عن موقف أوبك بلاس، وروسيا، فقد أكدوا على أن الاتفاق النهائي يتوقف على مشاركة المكسيك في الاتفاق بحسب وكالة رويترز.
ومن المنتظر أن تُستأنف المناقشات بين وزراء طاقة من كبرى دول العالم اليوم الجمعة.
اتفاق غير كافٍ: يرى كبير استراتيجيي السوق في "أكسيكورب" ستيفن إينيس، أنه "حتّى وإن اتّفقت الدول النفطية على خفض الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يومياً فإنّ هذا الخفض "لن يكون كافياً لموازنة السوق"، بسبب الكميات الضخمة من النفط المعروض حالياً مقابل الطلب المتدني للغاية، بسبب الظروف الاقتصادية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا.
غير أنّ الخبير اعتبر أنّ الهدف الأساسي للمنتجين في الوقت الحالي هو وقف الانهيار الحاصل في الأسعار، وأنّ مثل هذا الاتّفاق "يجب أن يكون كافياً لمعالجة مشكلة العرض الزائد بالنسبة إلى سعات التخزين المتاحة حول العالم".
ألدو فلوريس كيروغا، نائب وزير النفط المكسيكي السابق، والذي تفاوض بشأن صفقات "أوبك +" في الفترة من 2016 إلى 2018 قال في تصريح لـ "بلومبيرغ": "يمكن للمكسيك أن تنضم إلى المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في سوق النفط. قطع الإنتاج ضروري وممكن. إنه الشيء المسؤول الذي يجب القيام به محلياً ودولياً".
انهيار في الأسعار .. تزامناً مع المحادثات والاتفاق الأخير، سجّلت أسعار الخام في الأسواق الآسيوية الجمعة تراجعات حادّة حيث انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 9.3% إلى 22.76 دولار للبرميل، في حين انخفض سعر مزيج برنت بنسبة 4.1% إلى 31.48 دولار للبرميل.
وانهارت أسعار الذهب الأسود إلى مستويات هي الأدنى منذ عقدين بسبب تراجع الطلب الناجم عن توقف النشاط الاقتصادي من جراء وباء كورونا، وحرب الأسعار التي اندلعت بين روسيا والسعودية للاستحواذ على أكبر حصة ممكنة في السوق إثر انهيار محادثات مماثلة لخفض الإنتاج في مارس/آذار 2020.