كشفت صحيفة "أفتون بلاديت" السويدية، الخميس 9 أبريل/نيسان 2020، أن مستشفى جامعة كارولينسكا المعروفة بأبحاثها العلمية، أرسلت وثيقة إلى أطبائها توجههم بعدم وضع مرضى الكورونا ممن هم في الثمانين من العمر فما فوق، بوحدات العناية المركزة.
الوثيقة تضمنت أيضاً، توجيه الأطباء بعدم وضع المرضى المزمنين ممن تزيد أعمارهم على 60 عاماً فما فوق، في وحدات العناية المركزة.
هذا القرار نتج عن التزايد الكبير لأعداد الوافدين على المستشفيات والمصحات، والتي لم يستطع النظام الصحي في البلاد، رغم صلابته، الصمود أمامها.
إذ تشير الأرقام القادمة من هذا البلد الإسكندنافي إلى أنه سجَّل 9 آلاف و141 حالة إصابة، توفي منها 793، في حين شُفي 205 أشخاص فقط.
المشهد أصبح عادياً: هذا المشهد لم يعد غريباً على الأوروبيين، خاصة في الدول المتوسطية التي تعتبر بؤرة الوباء في القارة العجوز، نذكر على الخصوص إيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا.
ففي وقت سابق، كشفت عديد من التقارير الإيطالية أن مجموعة من المستشفيات في لومبارديا شمال البلاد، أصبحت تنتقي من يموت ومن يبقى على قيد الحياة، بسبب عدد الوافدين أولاً، ثم بسبب نقص حاد في آلات التنفس والمعدات الطبية اللازمة، وكذا غرف العناية المركزة.
أما في فرنسا، فقد نشرت إحدى القنوات التلفزية الفرنسية تقريراً بث الرعب في نفوس الفرنسيين، بعد أن صوَّر عملية إخراج رجل يبلغ من العمر 79 عاماً من غرفة العناية المركزة، بسبب عدم استقرار حالته، ثم لورود حالة جديدة لشخص آخر أقل منه سناً، وهو القرار الذي تسبب في مغادرته الحياة.
الوضع مماثل في إسبانيا، التي تقترب من تحطيم أرقام جارتها الإيطالية، إذ إنَّ أمل تلقِّي العلاج، أو على الأقل الجلوس أمام آلة تنفس، مرتبط بسنِّك وبماضيك المرَضي.
انتقادات للسلطات: قرار جامعة كارولينسكا السويدية ليس الأولَ من نوعه، بل إن أمراً مماثلاً حدث في في إيطاليا منتصف شهر مارس/آذار الماضي، بعد أن توصلت مستشفيات البلاد بوثيقة رسمية، تحدد فيها معايير اختيار المرضى الذين سيدخلون العناية المركزة، والتي ترتكز على مؤشرين اثنين: الأول يتمثل في عامل السن، والثاني يتجسد في الإصابة بأمراض مزمنة.
على الرغم من ذلك، فإن الشارع السويدي بدا غاضباً من هذه التوجيهات، التي تضاعف من المعاناة النفسية لهذه الشريحة.
فحسب "الأناضول"، فإنه "وبعد تسريب الوثيقة إلى وسائل الإعلام، انهالت الانتقادات على المستشفى المذكور" مستنكرةً حرمان هذه الفئة من حقها في تلقي العلاج اللازم وإنقاذ أرواحها.
ردُّ الجامعة السويدية لم يتأخر كثيراً، فأصدرت بدورها بياناً أكدت فيه أنها "تعتمد الأولوية الطبية دائماً على توقعات تعافي المريض عند وضعه في العناية المركزة. وإذا لم تكن التوقعات بشفاء المريض مرتفعة، فلا يمكن تطبيق العلاج بالعناية المركزة".