عنَّف الرئيس المصري أحد ضباط الجيش في أحد المشروعات الإنشائية، ظهر الخميس 9 أبريل/نيسان 2020، متهماً إياه بعدم الحرص على تزويد العمال بالكمامات لارتدائها؛ من أجل تجنُّب الإصابة بفيروس كورونا
تعنيف شديد: في حين لم تذكر أية مواقع مصرية أماكن هذه المشروعات الإنشائية التي زارها السيسي ظهر الخميس، لكن مقطع فيديو تداولته وسائل الإعلام المصرية ظهر فيه السيسي وهو يوجه سؤالاً إلى أحد ضباط الجيش وأمامه عشرات العمال: "بسألك ردّ عليا، أنا بقول كلام مبيُنفذش ولا إيه؟! هي الناس دي يوميتها كام، ولما يقعد في بيته هيصرف منين، مين المدني المسؤول عن الكلام ده؟".
السيسي طالب أحد حراسه بتوزيع الكمامات على العمال في أثناء تعنيفه للرتبة العسكرية، وهو ما استجاب له الحارس وبدأ العمال في ارتداء الكمامات، وأكمل الرئيس المصري حديثه للرجل العسكري بالقول: "أنا لو جيت بكرة في أي موقع للمقاولين وملقتش الناس لابسة كمامات هتبقى مشكلة كبيرة".
مشروعات إنشائية: في السياق ذاته، قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تفقَّد بعد ظهر الخميس، بعض مواقع المشروعات الإنشائية.
كان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قال الثلاثاء 7 أبريل/نيسان 2020، إن الدولة المصرية معنيَّة بمواجهة فيروس كورونا، في الوقت نفسه الذي تواجه فيه الإرهاب في البلاد، مطالباً بمزيد من الجهد لتخطي هذه المرحلة دون خسائر.
أما بخصوص تعامل الشعب المصري مع أزمة كورونا، فقد تضمَّن كلام السيسي انتقادات بشكل غير مباشر للمصريين، حيث قال: "ساعات بأنزل لوحدي أشوف الدنيا ماشية إزاي في الشارع في الوقت اللي ما فيهوش حظر"، مضيفاً: "لمّا بأنزل مش حاسس من إجراءات الناس إنها واخدة بالها، بأشوف ميكروباص والناس قاعدة فيه وماحدش حاطط كمامات".
الرئيس المصري الذي ظهر مرتدياً كمامة، قال: "الأمر لو محتاج إننا نوزع هذه الكمامات بنص التكلفة أو دون تكلفة خالص مافيش مشكلة".
تمديد الحظر: في إطار موازٍ، أعلن مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، تمديد حظر التجوال في جميع أنحاء البلاد 15 يوماً إضافية، للحد من انتشار فيروس كورونا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، تابعته الأناضول.
حيث ذكر مدبولي أنَّ حظر التجوال الليلي سيستمر 15 يوماً حتى 23 أبريل/نيسان الجاري، من الساعة الثامنة مساء (18:00 ت.غ) إلى السادسة صباحاً (4:00 ت.غ).
بهذا القرار خفضت مصر عدد ساعات الحظر ساعة واحدة، ليكون 10 ساعات بدلاً من 11 ساعة يومياً، وعزا مدبولي أسباب ذلك إلى "تقليل معدلات التزاحم والتكدس على وسائل النقل الجماعي".
في حين تطبق السلطات المصرية عقوبات تصل لغرامة قدرها 4 آلاف جنيه (نحو 250 دولاراً)، وحبس لمن يخالف قرار حظر التجوال.
أزمة اقتصادية: تسبَّب فيروس كورونا في أزمة اقتصادية عالمية، وبطبيعة الحال تضررت مصر من هذه الأزمة، وهو ما أشارت إليه وزيرة التخطيط المصرية، هالة السعيد، حيث قالت إنَّ عمق أزمة فيروس كورونا في بلادها "شديد جداً"، بسبب تأثيراته الواضحة على مختلف القطاعات الإنتاجية.
جاء ذلك في تصريحات متلفزة، أوضحت خلالها أن "الوضع الاقتصادي والصحي حالياً يتسم بعدم اليقين.. ويخلّف حالة ضبابية في مختلف القطاعات".
في حين توقعت الوزيرة المصرية تراجع معدلات النمو في بلادها خلال الربع الثالث من العام المالي الجاري (2019-2020) من 6.5 بالمئة إلى 4.5 بالمئة.
تراجع الاحتياطي الأجنبي: وكنتيجة طبيعية للأزمة العالمية، فقد تراجعت احتياطات النقد الأجنبي في مصر بنسبة 11.9 بالمئة في مارس/آذار 2020 على أساس شهري، مدفوعة بسحوبات نقدية وضخّها في الأسواق، كإحدى التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا.
حيث قال البنك المركزي المصري، في بيان، الأربعاء، إن إجمالي الاحتياطي الأجنبي سجَّل حتى نهاية مارس/آذار 40.1 مليار دولار، نزولاً من 45.5 ملياراً في فبراير/شباط 2020.
وبرر "المركزي" هبوط الاحتياطات، باستخدام 5.4 مليار دولار لامتصاص صدمة الأسواق الدولية، ولتلبية احتياجات السوق المصرية، بفعل تراجع استثمارات الأجانب في المحافظ الدولية.
بسبب "كورونا"، تخارجت استثمارات أجنبية من البورصة المحلية، ومن أدوات الدَّين المصرية، وكان لزاماً على البلاد توفير النقد الأجنبي لتسييل تلك الاستثمارات، بحسب البيان.
يُذكر أن احتياطات النقد الأجنبي لمصر تتألف من عملات دولية، تتمثل في الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي والجنيه الإسترليني والين الياباني واليوان الصيني.
