أفتى الشيخ عثمان بطيخ، مفتى الجمهورية التونسي، الثلاثاء 7 أبريل/نيسان 2020، بجواز التبرع بمال الحج أو العمرة، خصوصاً لمن سبق له الحج أو العمرة، بالإضافة إلى جواز تقديم مال الزكاة عن موعده وإعطائه للفقراء والمحتاجين، أو التبرع به أو بجزء منه للذين تضرروا من انتشار فيروس كورونا.
المفتي التونسي نشر رأيه الشرعي على الصفحة الرسمية لديوان الإفتاء، وقال إن من المصالح الشرعية المعتبرة ديناً وعقلاً اتباع نصائح الأطباء والالتزام بها التزاماً دقيقاً وكاملاً.
في حين قال المفتي إنه يجوز شرعاً تكفين المتوفّى بسبب فيروس كورونا بالطريقة التي أوضحها الأطباء، وجواز دفنه من غير غسل، وهو حكم اضطراري، بالإضافة إلى أنه يجوز الصلاة بشخص واحد على الجنازة.
شيخ الأزهر يطالب بالتبرع
في السياق ذاته، طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الثلاثاء، القادرين وأصحاب الأموال بالتبرع للمتضررين من وباء فيروس كورونا المستجد.
كذلك قال شيخ الأزهر في رسالة متلفزة، نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن المساندة والتبرع واجب شرعي على القادرين، فالمصريون معروفون بطبعهم الأصيل، مشيراً إلى أن التكافل أصل من أصول الإسلام.
موضحاً أن الإنفاق فرض واجب في مثل هذه الجائحة، وأضاف أن هذا الوباء من المَواطن التي يُجبر فيها القادرون على مشاركة الفقراء والضعفاء.
مشاركة رئاسية تونسية
في الوقت نفسه، شارك الرئيس التونسي قيس سعيد في إعداد وتوزيع مساعدات بإحدى ضواحي العاصمة، مستحضراً بذلك سيرة الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، الذي عُرف عنه تفقده أحوال الرعية، وخوفه من أن ينال وزراً إذا لم يوفّر الطعام للفقراء.
يأتي ذلك في تصرف لافت من الرئيس سعيد، لم تعهده تونس من رؤسائها السابقين الذين تعاقبوا عليها.
وفق بيان للرئاسة، أشرف "سعيد" في ثكنة الأمن الرئاسي في قمرت (الضاحية الشمالية للعاصمة تونس)، على تجميع عدد من التبرعات العينية، مساهمةً من الرئاسة في توزيع المساعدات على الفقراء المتضررين من الإجراءات التي أُقرت لمكافحة فيروس كورونا.
أوضح البيان أن "سعيد" شارك في تحميل المساعدات في الشاحنات التي أعدت لنقلها، قبل أن يتوجه إلى عدد من الأحياء السكنية بالضاحية الغربية للعاصمة (لم يذكر البيان اسمها)، لتوزيع ما تم تجميعه حتى فجر الأحد، من مواد غذائية ولوازم ضرورية.
دعوة للاتحاد
في فيديو بثته الرئاسة عبر صفحتها على "فيسبوك"، أوصى "سعيّد" الأهالي بـ"التآزر والتعاضد في هذه الظروف التي تعيشها تونس والإنسانية جمعاء". كما دعاهم "إلى توخي الحذر وملازمة الانضباط، حتى يتم تجاوز هذا الوضع الاستثنائي".
فيما استحضر سعيّد وهو يشارك الأمن الرئاسي في إعداد عبوات كرتونية من المساعدات سيرة "بن الخطاب".
حيث قال: "عندما كان عمر بن الخطاب بالليل يتفقد أحوال الرعية واستمع إلى امرأة تشتكي إلى ربّها وتقول تولّى أمرنا وأهملنا، فعاد (عمر) إلى بيت مال المسلمين وأخذ جزءاً من القمح، وكان يصحبه أحد الأعوان".
أضاف سعيد: "قال من كان معه له: أحملها عنك يا أمير المؤمنين، قال له (عمر): ويحك اسَتَحمِلُها عنِّي يوم القيامة؟".
فيما أقرت الحكومة مساعدات مالية عاجلة لمئات آلاف العائلات محدودة الدخل.
يذكر أن وزارة الصحة التونسية قالت إنها سجلت 22 إصابة جديدة بكورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 596 حالة، بينهم 22 وفاة.