أعلنت السلطات الإسرائيلية، الجمعة 3 أبريل/نيسان 2020، مدينة بني براك (وسط) التي يقطنها متدينون يهود مدينة "محظورة"، ومنعت الدخول والخروج منها، إلا لحالات الطوارئ بسبب تفشي وباء كورونا.
الشرطة الإسرائيلية أحاطت المدينة بالحواجز الحديدية، بعد إعلان الحكومة في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس 2 أبريل/نيسان 2020، المدينة التي يقطنها أكثر من 200 ألف إسرائيلي، "منطقة محظورة".
الخطوة غير المسبوقة التي دخلت حيز التنفيذ صباح الجمعة، جاءت بعد تسجيل المئات من الإصابات بفيروس كورونا في المدينة التي تقع ضمن مقاطعة تل أبيب.
فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن السلطات الصحية "ترجح أن يكون عشرات الآلاف من سكان المدينة قد أصيبوا بالفيروس".
أعلى إصابات كورونا
كما تصدرت بني براك والقدس الغربية التقارير في الأيام الماضية بعد تسجيلهما أعلى الإصابات بفيروس كورونا.
فقد أشارت معطيات وزارة الصحة إلى أن 916 من المصابين في القدس الغربية و900 في مدينة بني براك. وبالمقارنة، فإنه في مدينة تل أبيب التي يبلغ سكانها أضعاف سكان مدينة بني براك، تم تسجيل 324 إصابة، بحسب معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية.
استناداً إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الإشكالية الأكبر هي إقناع المتدينين، بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة، أسوةً بغيرهم من الإسرائيليين.
السكان يرفضون الالتزام بالحجر المنزلي
أشارت تقارير إعلامية في وقت سابق إلى أن المتدينين اليهود هم أكثر الفئات التي لم تستجب لإجراءات العزل المنزلي، واستمرت بممارسة طقوس عبادتها المعتادة.
فيما كتب عميحاي أتالي، في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قائلاً: "اعتاد أفراد هذا المجتمع العيش في شقق صغيرة مزدحمة، أكثر من أي قطاع آخر من السكان، كما أنهم أقل وعياً وإلماماً وأقل إدراكاً بكثير، وأقل تعرضاً لوفرة المعلومات عبر الإنترنت خوفاً مما يرونه محتوى سلبياً".
كما أضاف: "كما أنهم يتبعون عن كثب وبفخر تعليمات حاخاماتهم، ويفعلون أي شيء يأمرهم به الموجهون الروحيون".
تحذيرات من خروج الوضع عن السيطرة
في وقت سباق، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إمكانية وصول عدد المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل إلى مليون مصاب، ووفاة نحو 10 آلاف شخص، في حال تحقق السيناريو الأكثر سوءاً لوزارة الصحة.
مواقع إخبارية إسرائيلية، بينها القناة الإسرائيلية 12، نقلت عن نتنياهو قوله خلال اجتماع على الهاتف مع وزراء الحكومة الإسرائيلية: "يمكن أن نصل إلى مليون مصاب خلال شهر، في وضع صعب كهذا يمكن أن يكون هناك 10 آلاف حالة وفاة في إسرائيل، كما تنبأت التوقعات الأكثر سوءاً لوزارة الصحة".
كان نتنياهو قد حذَّر في الأسابيع الأخيرة من أن عدم التزام الإسرائيليين بتعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية من شأنه أن يضاعف عدد المصابين بالفيروس، في حين رجّحت مواقع إعلامية إسرائيلية أن تصادق الحكومة على قيود أكثر صرامة على حركة المواطنين.
كما ارتفع إجمالي المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل إلى 7030 إصابة حتى ظهر الجمعة.
حتى ظهر الجمعة، بلغ عدد المصابين بكورونا حول العالم أكثر من مليون و30 ألفاً، توفي منهم أكثر من 54 ألفاً، فيما تعافى ما يزيد على 219 ألفاً.