في أحد برامج الإفتاء الديني على التلفزيون السعودي الرسمي، قال الشيخ عبدالله المطلق إن المرأة لها كل الحق في طرد زوجها إذا لم يمتثل لقواعد التباعد الجسدي الموضوعة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، نقلاً عن وكالة Bloomberg الأمريكية.
فيما سألت امرأة أخرى ما إذا كان يمكنها التنازل عن حقوقها الزوجية لزوجتها الثانية إذا كانت تخشى الإصابة، وبابتسامة على وجهه، أجاب الشيخ، وهو مستشار بالديوان الملكي، بأنها يمكنها ذلك.
في وقت تحاول فيه الدول في جميع أنحاء العالم الحفاظ على التباعد الجسدي بين الناس لوقف انتشار فيروس "كوفيد 19″، تنشر المملكة رجالَ مؤسستها الدينية لمحاربة الوباء مجتمعياً وتُصدِّر الدعاة الذين يدعمون تدابيرها مانحة إياهم ظهوراً أكبر.
ذلك بعد أن كان ولي العهد السعودي قد همّش العديد منهم على مدى السنوات القليلة الماضية وأدخل إصلاحات جاءت على عكس التقاليد السائدة التي استمرت لعقود بشأن الاختلاط بين الجنسين والموسيقى والترفيه.
عودة رجال الدين إلى الواجهة
في مقاطع الفيديو التي تنتجها المؤسسات الحكومية، يدعم الشيوخ رسالةَ الدولة التي تحث على التباعد الجسدي، وتسلّط الضوء على الواجب المفترض للمسلم في الحفاظ على الحياة، كما تمجّد الإجراءات التي اتخذها الملك سلمان لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
كما خرج أحد أعضاء هيئة كبار العلماء ليعلم الناس كيفية تنظيف أيديهم وغسلها بالمطهر موجهاً خطابه للمؤمنين.
حتى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كان ولي العهد قد جرّدها من سلطاتها، عادت لتكون جزءاً من الحملة الداعية إلى إبقاء الناس في منازلهم، حيث رفعت لافتات باسمها، ومن ضمنها لافتة تقول إن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان إذا عطِس، يغطي وجهه بيده أو بثوبِه.
فيما قال أيهم كامل، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية، إن السعودية أبدت فاعلية كبيرة في التعامل مع الأزمة وتريد استعراض قدرتها على مواجهتها. وقد بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة في السعودية 1885 حالة، و21 حالة وفاة، مضيفاً: "لقد اعتمدت السلطات في جهودها على العلم والتدابير السياسية، وعلى اتباع ما ما هو فعال ونبذ ما ليس فعالاً، وهم يريدون أن يُنسب إليهم الفضل في ذلك. إنهم لا يريدون ترك المجال للشيوخ ليبدأوا في وعظ الناس بالصلاة وكيف أن ذلك سينقذ أرواحهم".