أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن دولاً أوروبية سلّمت معدات طبية إلى إيران، في أول معاملة عبر آلية "إنستكس" للمقايضة التجارية، التي تسمح بالالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران التي تواجه تفشياً هائلاً لفيروس كورونا.
تفاصيل أكثر: الوزارة قالت في بيان، الثلاثاء 31 مارس/آذار 2020: "تؤكد فرنسا وألمانيا وبريطانيا أن آلية إنستكس أجرت بنجاح أول معاملة لها، ما سمح بتصدير معدات طبية من أوروبا إلى إيران. هذه المعدات هي الآن في إيران"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
أشارت الوزارة الألمانية أيضاً إلى أن "إنستكس ستعمل على معاملات أخرى مع إيران، وتواصل تطوير هذه الآلية"، من دون إعطاء تفاصيل أخرى.
مصادر مُطّلعة على الصفقة قالت لصحيفة The Independent البريطانية إن "الصفقة عبارة عن بيع سلعٍ طبية بقيمة 550 ألف دولار تقريباً من شركة خاصة في ألمانيا لشركة في إيران".
مصدر دبلوماسي أخبر الصحيفة بأن هذه السلع لا علاقة لها بفيروس كورونا، لكنه أضاف: "إلا أن هذا لا يعني أنه لا يمكن استخدام هذه الآلية للمساعدة في جهود التصدي لتفشي الوباء في إيران".
تُعزز الصفقة أيضاً فرص الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته إيران والقوى العالمية للحد من طموحات إيران النووية. لكنها من المحتمل أن تزيد التوترات مع الولايات المتحدة بشأن إيران.
تقول إيلي جيرانماي، خبيرة الشؤون الإيرانية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الصفقة "خطوة مهمة" في الحفاظ على الاتفاق النووي ومساعدة إيران في مكافحة فيروس كورونا.
أضافت الخبيرة أنه "رغم أن إنستكس استغرقت وقتاً أطول من المتوقع، تأتي هذه الصفقة الأولى في وقت حرج، وهو ما يعطينا الأمل في إمكانية زيادة حجم التجارة الإنسانية مع إيران خلال معركتها مع كوفيد-19، وإمكانية إنقاذ أرواح المواطنين الإيرانيين".
كان متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال، في 14 آذار/مارس 2020، إن بلاده تلقّت معدات طبية أو مساعدة مالية من دول مثل ألمانيا وأذربيجان والصين والإمارات وفرنسا وبريطانيا واليابان وقطر وروسيا وتركيا، مضيفاً أن "حكومة وشعب إيران لا ينسيان أبداً أصدقاءهم في أوقات المحن".
عودة للوراء: أنشأ الأوروبيون في يناير/كانون الثاني 2019 آلية "إنستكس" للالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران من خلال تجنّب استخدام الدولار.
يُفترض أن تعمل "إنستكس" على شكل غرفة مقاصة تسمح لإيران بمواصلة بيع نفطها واستيراد في المقابل منتجات أخرى. ولم تُجر أي معاملة وفق هذه الآلية قبل اليوم.
تواجه البلاد تفشياً كبيراً لفيروس كورونا المستجدّ الذي أصاب أكثر من 40 ألف شخص وأودى بحياة 2757 شخصاً في البلاد.
خففت هذه الآلية من القيود المالية الدولية المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، وتهدف إلى إجراء معاملات مقايضة غير نقدية مع الطرف الإيراني، الذي يسمى معهد التجارة والتمويل الخاص (STFI).
كورونا في إيران: يأتي إيصال المعدات الطبية إلى إيران بالتزامن مع استمرار تفشي فيروس كورونا في أنحاء الجمهورية الإسلامية، حيث ارتفع عدد وفيات الفيروس إلى 3036، إثر تسجيل 138 حالة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقاً لوكالة الأناضول.
جاء ذلك في تصريح لمسؤول العلاقات العامة بوزارة الصحة كيانوش جيهانبور، الأربعاء 1 أبريل/نيسان 2020، نقلها التلفزيون الرسمي.
أضاف جيهانبور أنه تم تسجيل 2987 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليبلغ الإجمالي 47 ألفاً و593، ووصف حالة 3871 من المصابين في المستشفيات بأنها "حرجة"، مؤكداً ارتفاع إجمالي عدد المتعافين إلى 15 ألفاً و473.