وضع الملياردير الأمريكي مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، خطةً من ثلاث نقاط تتناول الكيفية التي قد تُمكِّن الولايات المتحدة الأمريكية من تجاوز جائحة فيروس كورونا، حيث تتصدر أمريكا العالم بعدد المصابين بالفيروس القاتل.
تفاصيل أكثر: غيتس الذي كان قد حث في عام 2015 قادة العالم على الاستعداد لحدوث جائحة، كتب مقالاً لصحيفة The Washington Post، الثلاثاء 31 مارس/آذار 2020، قدَّم فيه توصيات لخروج أمريكا من أزمة كورونا.
استند غيتس في توصياته إلى المشاورات التي أجراها مع الخبراء طوال عمله مع مؤسسة Gates Foundation، التي تمول أعمال بحث من أجل التوصل إلى علاج للفيروس، الذي يُسبِّب مرضاً تنفسياً يُعرَف بـ COVID-19، وفقاً لموقع Business Insider الأمريكي.
في مقاله كتب غيتس أنه "ما من شك في أنَّ الولايات المتحدة فوَّتت الفرصة لاستباق فيروس كورونا المستجد. لكنَّ نافذة اتخاذ القرارات المهمة لم تُغلَق بعد".
اعتبر غيتس أن للخيارات التي ستقوم بها أمريكا وقادتها "الآن تأثيراً هائلاً على المدى الزمني الذي يبدأ خلاله عدد الحالات في التراجع، والفترة التي يبقى الاقتصاد متوقفاً أثناءها، وعدد الأمريكيين الذين سيوارون أحباءهم الثرى بسبب مرض فيروس كورونا المستجد".
خطة غيتس: تقوم الخطة على 3 دعائم رئيسية:
النقطة الأولى: الدعوة إلى "نهج متسق على الصعيد الوطني" في ما يخص عمليات الإغلاق والعزل التي تُفرَض من أجل احتواء انتشار المرض في البلاد.
وصف غيتس عدم إغلاق بعض الولايات بصورة كاملة بأنَّه "وصفة لإنتاج كارثة؛ لأنَّ الناس بمقدورهم الانتقال بصورة حرة عبر حدود الولايات، والأمر نفسه ينطبق على الفيروس".
أضاف الملياردير أن على قادة "البلاد أن يكونوا واضحين: الإغلاق في أي مكان يعني إغلاق كل مكان. ولا يمكن لأحد مواصلة ممارسة الأمور بصورتها الطبيعية أو يُخفف قواعد حالة الإغلاق إلى أن يبدأ عدد الحالات في التراجع في عموم أمريكا، وهو الأمر الذي قد يستغرق 10 أسابيع أو أكثر".
رأى غيتس أن أي "لبس بخصوص هذه النقطة لن يؤدي إلا لتمدد المعاناة الاقتصادية، وزيادة فرص عودة الفيروس، والتسبب في مزيد من الوفيات".
النقطة الثانية: دعا غيتس الحكومة الفيدرالية إلى زيادة عدد الاختبارات التي تجريها، وتحديد أولويات واضحة بشأن مَن يخضع للاختبار أولاً، على أن تُمنَح الأولوية القصوى للعاملين في مجال الرعاية الصحية والمستجيبين الأوائل، يليهم "أصحاب الأعراض الشديدة الأكثر عُرضة للإصابات الحادة وأولئك الذين قد يكونون عُرضة للإصابة بالعدوى".
النقطة الثالثة: انتهاج "مقاربة تستند إلى البيانات من أجل تطوير علاجات ولقاح"، وحض غيتس القادة على المساعدة من خلال "عدم إذكاء الشائعات أو الشراء المدفوع بالذعر".
اختتم غيتس المقال قائلاً: "كما رأينا هذا العام، فإنَّ أمامنا طريقاً طويلاً. لكنَّني لا زلتُ أعتقد أنَّنا إذا اتخذنا القرارات الصحيحة الآن، استناداً إلى العلم والبيانات وخبرة المهنيين الطبيين، فبمقدورنا إنقاذ الحيوات وإعادة البلاد إلى وضعية العمل".
كورونا في أمريكا: حتى الأربعاء الأول من أبريل 2020، وصل عدد المصابين بالفيروس إلى 189.633 شخصاً، بينما بلغ عدد الوفيات 4081، أما الذين تماثلوا للشفاء فبلغ عددهم 7136.
جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، التي تقدم يومياً إحصاءات لعدد ضحايا الفيروس بالعالم، قالت إن 865 شخصاً في أمريكا قُتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وذلك في أعلى حصيلة يومية للقتلى بالولايات المتحدة، حيث أصيب أيضاً خلال اليوم 24743 شخصاً.