عرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 31 مارس/آذار 2020، بدء رفع العقوبات عن فنزويلا إذا شكلت المعارضة وأعضاء الحزب الاشتراكي بزعامة الرئيس نيكولاس مادورو حكومة مؤقتة دونه، فيما يمثل تغييراً في سياسة أمريكية أخفقت في إنهاء حكم مادورو.
مع تعرض فنزويلا لضغوط بسبب تراجع الأسعار العالمية للنفط وانتشار جائحة كورونا وحملة ضغط اقتصادي أمريكية، تحركت واشنطن لنهج أخفّ يهدف إلى تشجيع إجراء انتخابات نزيهة هذا العام لإنهاء الأزمة السياسية هناك.
"انتقال ديمقراطي" لحل الأزمة
إذ أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رسمياً طرح الإدارة الأمريكية "إطار انتقال ديمقراطي" لفنزويلا يقترح لأول مرة "مخرجاً تدريجياً" من العقوبات الأمريكية الصارمة، بما في ذلك العقوبات المفروضة على قطاع النفط المهم، إذا تعاون مادورو وحلفاؤه.
لكن لن يكون من السهل جمع مادورو أو مساعديه على طريق مصالحة سياسية مع زعيم المعارضة خوان جوايدو زعيم المعارضة الذي اعترفت به الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة أخرى رئيساً شرعياً لفنزويلا.
تمسَّك مادورو بالسلطة على الرغم من جهود الولايات المتحدة المتكررة للإطاحة به ولم يظهر استعداداً للتفاوض بجدية لإنهاء حكمه. وبموجب الاقتراح الأمريكي سيتنحى كل من مادورو وجوايدو ولن يكون أحد منهما جزءاً من الحكومة الانتقالية.
بعد أن اتهمت واشنطن مادورو بـ"إرهاب المخدرات"
يوم الخميس 26 مارس/آذار، اتهمت الإدارة الأمريكية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وما يزيد على 12 من كبار المسؤولين في فنزويلا بممارسة "إرهاب المخدرات"، في أحدث تصعيد لحملة الضغط التي تمارسها إدارة دونالد ترامب للإطاحة بالزعيم الاشتراكي.
كما عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار مقابل الإدلاء بمعلومات تؤدي إلى اعتقال وإدانة مادورو الذي تعصف ببلاده أزمة اقتصادية طاحنة واضطراب سياسي منذ سنوات.
تشكّل لائحة الاتهام، وهي إجراء أمريكي نادر ضد رئيس دولة أجنبية في السلطة، مرحلةً جديدة وخطيرة ضد مادورو من جانب واشنطن، في وقت قال فيه بعض المسؤولين الأمريكيين في تصريحات خاصة إن إحباط ترامب يتزايد بشأن نتائج سياسته في فنزويلا.
إذ أعلن وزير العدل الأمريكي وليام بار الاتهامات التي تتضمن المؤامرة بإرهاب المخدرات والفساد وتهريب المخدرات، متهماً مادورو والآخرين بالتآمر مع فصيل منشق عن جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، التي ألقت سلاحها، "من أجل إغراق الولايات المتحدة بالكوكايين".
كما قال بار عن مادورو والآخرين الذين وُجّهت لهم اتهامات: "بينما يعاني الشعب الفنزويلي يملأ أفراد هذه العصابة جيوبهم بأموال المخدرات وعائدات فسادهم".