يطردون من البيوت وينامون في المراحيض.. أطباء الهند يواجهون نبذاً مجتمعياً تخوفاً من إصابتهم بكورونا

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/03/30 الساعة 18:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/30 الساعة 18:22 بتوقيت غرينتش
الأطباء في الهند/ الجارديان

كشفت تقارير، أن الأطباء والعاملين بالمجال الطبي في الهند يواجهون نبذاً من مجتمعاتهم، إذ يُطردون من بيوتهم ويُجبرون على النوم في مراحيض المستشفيات وعلى أراضيها بسبب مخاوف من أن يكونوا حاملين لفيروس الكورونا.

حسب التقرير الذي نشرته صحيفة The Guardian البريطانية نقلاً عن احد الأطباء المشرفين على فريق استجابة سريعة لفيروس الكورونا طلب عدم ذكر اسمه لتجنُّب المشاكل مع السلطات، فقد طلب طبيبان زميلان له الإقامة معه بعد أن ازداد مؤجِّرا منزليهما عداوةً تجاههما وطلبا منهما الرحيل.

حيث قال: "لقد قال المُلّاك إنهم سيجلبون العدوى إلى البيوت وينشرونها بيننا؛ لأنهم يعملون في مستشفياتٍ". وأضاف: "قرر عددٌ من الأطباء قضاء الأيام القادمة في استراحات المستشفيات؛ لأنهم خسروا شققهم أو لم يستطيعوا الوصول إليها؛ بسبب عدوانية جيرانهم".

الأطباء يواجهون أزمات مجتمعية في الهند

التقرير يقول على لسان ممرضة في الـ38 من عمرها تعمل في أحد مستشفيات كولكاتا إن مؤجِّرة بيتها طرقت بابها منذ يومين وأعطتها وولديها الصغيرين مهلة 24 ساعةً للخروج من البيت الذي عاشت فيه سبع سنوات. وفي الصباح التالي، عادت المؤجِّرة مع رجلين وطالبت الممرضة بالرحيل فوراً، حتى بعد أن أوضحت لها أنها لا تتعامل مع أي مرضى بفيروس الكورونا ولا تعاني أية أعراض.

حيث قالت الممرضة إنها وطفليها أُجبروا على الانتقال إلى منزل أمها التي تعيش في غرفةٍ واحدةٍ في إحدى العشوائيات. وأوضحت قائلة: "يتوجب علينا نحن الخمسة أن نحتشد في تلك الغرفة الصغيرة ذات الأمتار الثلاثة. أنا أعمل في مناوبةٍ تمتد لـ12 ساعةً في المستشفى. الأمر مرهقٌ للغاية. والآن علي أن أجد مكاناً جديداً أعيش فيه، لكن أحداً لن يؤجر لي شقةً إذا عرف أنني أعمل ممرضةً في مستشفىً كبيرٍ في المدينة".

رفض مجتمعي لتأجير منازل للأطباء بسبب كورونا 

تصف السيدات اللاتي يعملن خادمات مقيماتٍ في المستشفى كيف أُخرجن هن أيضاً من بيوتهن خلال الأيام القليلة الماضية. تقول كاجوري هالدار، البالغة من العمر 48، التي تعمل ممرضةً مقيمةً في كلية طب ومستشفى كالكوتا، إن جيرانها زاروا زوجها وقالوا له إنهم لن يسمحوا بعودتها إلى حيهم للأشهر الثلاثة القادمة؛ خوفاً من أن تكون حاملةً للفيروس.

وتضيف كاجوري: "حين لا أكون في مناوبةٍ أبحث لنفسي عن مكانٍ أفرد فيه مفارش بلاستيكيةً وآخذ قسطاً من الراحة. أصبح هذا منزلي المؤقت الآن". 

أما ساراسواتي نساكار، الممرضة المقيمة الأخرى البالغة من العمر 40 عاماً، التي تُقيم في حيٍ فقيرٍ في كالكوتا وتعمل في مستشفىً حكوميٍ، فتقول إنها اضطُرت لأن تكذب على جيرانها وتقول لهم إنها باتت تعمل في مطعمٍ. وتضيف: "أعرف العديد من الممرضات المقيمات والعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين لم يعودوا يذهبون إلى منازلهم وباتوا ينامون الآن في أماكن أخرى داخل حرم المستشفى".

الأطباء يناشدون السلطات التدخل

تفاقمت المشكلة الآن إلى حد أن الأطباء في معهد All India للعلوم الطبية كتبوا للحكومة يطلبون مساعدتها. وجاء في خطابهم: "تقطعت السبل بالعديد من الأطباء في الشوارع بأمتعتهم، بلا مكانٍ يتوجهون إليه، على امتداد البلاد". وقد أمرت الحكومة باتخاذ الإجراءات بحق كل من يُهدد بإجلاء العاملين في قطاع الرعاية الصحية في دلهي وغرب البنغال.

فيما يصف أرغياديب غانغولي، الطبيب حديث التخرج في مستشفى بيليغاتا للأمراض المعدية بكالكوتا، كيف رفض سبعة سائقي سيارات أجرةٍ أن يقلوه حينما لاحظوا أنه طبيبٌ يعمل فيما يُعرف باسم "مستشفىً للكورونا".

حيث يقول غانغولي: "طُلب من العديد من أساتذتي أن يُخلوا غرفهم المؤجرة، وغيرها من محال الإقامة؛ لأن الملاك يخشون أن ينقل الأطباء لهم الفيروس. يبدو أن الناس قد وجدوا سبباً آخر لنبذ العاملين بالرعاية الصحية والإساءة إليهم، مع أنهم طليعة خط الدفاع في مواجهة فيروس Covid-19".

علامات:
تحميل المزيد