تشهد العاصمة السورية دمشق ومدينتا حمص وحماة الخاضعة لسيطرة نظام الأسد حوادث سرقة وسلب للمحال التجارية على نطاق واسع، بالتزامن مع إعلان حظر التجول الليلي، في ظل تفشي فيروس كورونا "المستجد" بعد أنباء عن إصابة عدد كبير من السوريين ووفاة بعضهم بهذا الفيروس، وسط تكتم إعلامي من قبل النظام.
أبو زاهر صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة في منطقة الحجاز وسط العاصمة دمشق قال لعربي بوست، إن محله تعرض للسرقة ليلاً، عقب إعلان حكومة النظام عن حالة حظر التجول بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد "من الساعة السادسة مساءً وحتى الثامنة صباحاً"
ويضيف: أنه في صباح الخميس الماضي، ذهب صباحاً على عادته إلى محله، ليتفاجأ بأن قفل باب المحل تعرض للكسر وقسماً كبيراً من الألبسة نهب، بالإضافة إلى مبلغ من المال يقدر بحوالي 400 ألف ليرة سورية (الدولار يعادل 1100 ليرة في السوق الموازية)، وقام بإحضار الشرطة المسؤولة في المنطقة وتم تسجيل الواقعة ضد مجهولين بناء على التحقيقات الأولية.
ولفت إلى أنه علم من أحد أصدقائه أن عدداً كبيراً من المحال التجارية "ملابس وأدوات منزلية"، في منطقة الحميدية والبرامكة والحجاز وسط العاصمة دمشق، تعرض للسرقة من قبل مجهولين، خلال ليلة واحدة عقب الإعلان عن حظر التجول، مستغرباً، أن هذه المناطق يتواجد فيها أكثر من قسم للشرطة ويفترض أن تلقى حماية أكثر من غيرها في دمشق.
سرقة مستودع أدوية وعدد من المحال التجارية في حمص وسط سوريا
أحد العاملين في مصنع خاص لصناعة الأدوية المحلية في حي الزاهرة بمدينة حمص، قال إن مستودع الأدوية الخاص بالمصنع تعرض الليلة الفائتة "الخميس"، للسرقة بالكامل من قبل مجهولين، ويقدر قيمة المسروقات بحوالي 30 مليون ليرة سورية، معظمها أدوية ومعدات طبية أخرى.
ولفت، أنه لم تقتصر السرقة فقط على مستودع الأدوية للمعمل فحسب، وإنما طالت السرقات مستودعات معامل ومنشآت أخرى منها مستودع لبيع إطارات السيارات ومحال تجارية لبيع الزيوت والشحوم المعدنية وقطع تبديل السيارات، وأنه تم استدعاء الشرطة في مدينة حمص ولم يتضح من خلال التحقيقات أي معلومات عن اللصوص.
وأردف قائلاً، الغريب إن هذا النشاط لعمليات السرقة تزامن مع حالة خلو المنطقة من المواطنين عقب إعلان حكومة النظام عن حظر التجول بسبب فيروس كورونا، علماً أن هذه المسروقات تحتاج إلى أعداد كبيرة من اللصوص والسيارات لنقلها خارج المكان، والغريب أكثر، أن كل ذلك حدث دون علم الشرطة التي أكد عناصرها أنهم لم يلاحظوا أي حركة غير طبيعة في المنطقة خلال ساعات الليل.
في مدينة حماة قال الناشط أدهم الحموي "اسم مستعار"، أن أصحاب المحال التجارية في سوق الطويل وحي الدباغة بمدينة حماة، استفاقوا يوم الخميس، على عمليات سرقة واسعة طالت أكثر من 20 محلاً لبيع الملابس والساعات والأدوات المنزلية، في الوقت الذي كان فيه الأهالي ضمن منازلهم تنفيذاً لقرار حظر التجول الذي أقرته حكومة النظام قبل يوم أمس بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد.
وأضاف قائلاً: إن أصابع الاتهام من قبل المواطنين تشير إلى عصابات منظمة يقودها رجال النظام وزعماء الميليشيات المحلية، هي من قامت بأكبر سرقة شهدتها مدينة حماة والتي قدر أصحاب المسروقة أن قيمة المسروقات الإجمالية حوالي 100 مليون ليرة سورية، ولم يحدث مثلها سابقاً، مستغلين خلو الأسواق وشوارع المدينة من المواطنين ونفوذهم الأمني في أجهزة النظام.
ليست المرة الأولى، وهذا ما قالته شرطة الأسد
ولفت الحموي، أن مع كل أزمة تمر فيها سوريا تظهر سلوكيات غير أخلاقية كالسرقة والخطف والتشليح بنشاط ملحوظ، وسبق وأشارت أصابع الاتهام لهذه الشريحة من زعماء الميليشيات المحلية وشخصيات نافذة في القطاع العسكري التابع للنظام، والتي تعتبر نفسها فوق القانون بحكم ارتباطها الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في حماة وغيرها من المدن السورية الخاضعة لسيطرة الأخير.
رجل أمن يعمل في وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام قال لعربي بوست: إنه تم تسجيل أكثر من 50 ضبط سرقة لمحال تجارية ومنشآت صناعية قام أصحابها بالإبلاغ عنها في مختلف المحافظات السورية خلال اليومين الماضيين، وأن عمليات السرقة تمت خلال ساعات الليل، أثناء حظر التجول من الساعة 6 مساءً وحتى الساعة 8 صباحاً، دون أن يتوصل رجال الشرطة إلى الفاعلين.
وأضاف أن وزارة الداخلية أعلنت حالة استنفار قصوى لرجال الشرطة في كل المحافظات خلال ساعات حظر التجول، بمشاركة عناصر من الأجهزة الأمنية الأخرى ولكل منها قطاعاتها المسؤولة عنها، ورغم ذلك لم يتم إلقاء القبض على أي لص أو مجرم حتى الآن.