قال موقع South China Morning Post إن مدريد توقفت عن استخدام لوازم الاختبار السريع لفيروس كورونا المُستجد "كوفيد-19" المُصنَّعة في الصين، بعد أن أشارت الأبحاث إلى أنها لم تُقدم نتائج دقيقة بما يكفي.
فيما أُثيرت الشكوك حول موثوقية تلك الأدوات بعد أن ارتفع عدد الحالات المؤكدة في إسبانيا ارتفاعاً كبيراً يوم أمس الخميس 26 مارس/آذار 2020، لتصل إلى 56188 حالة، بمعدل وفيات وصل إلى 4089 حالة. وعلى الصعيد العالمي، بلغ إجمالي عدد الحالات المصابة بالفيروس 468 ألف حالة، وأودى بحياة ما يزيد عن 21 ألف شخص.
مطالبات باستبدال المعدات الطبية الصينية
موقع الجمعية الإسبانية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة (SEIMC)، وهي واحدة من معاهد البحوث الرائدة في إسبانيا، نشر بأنَّ مسحات الأنف التي طورتها شركة Shenzhen Bioeasy Biotechnology تعطي نتائج بدقة تقل عن 30%.
كما ذكرت صحيفة El País الإسبانية أنَّ حكومة مدريد قررت التوقف عن استخدام لوازم شركة Bioeasy، وطالبت وزراة الصحة الشركة باستبدالها بالإمدادات الطبية.
مضيفة بأنَّ الحكومة المركزية أرسلت للشركة في طلب شراء 340 ألفاً من لوازم الاختبار.
من جانبه، رفض زو هاي، مدير شركة Bioeasy، التعليق على ما نُشر، واكتفى بقول: "الأمر ليس واضحاً بعد، فأنا لم أطَّلع على التقرير الصادر من إسبانيا، لذا أحتاج لمعرفة المزيد من التفاصيل".
المعدات الطبية الصينية خيبت أمل إسبانيا
جاء في التقرير الذي نشرته صحيفة El País أنَّ شركة Bioeasy أخبرت إسبانيا أنَّ تلك المعدات يمكن أن تعطي نتائج اختبار بدقة 80%، وهو ما لم يتماشَ مع نتائج الجمعية الإسبانية للأمراض المعدية.
كما ذكرت التقارير التي نُشرت في وسائل الإعلام الإسبانية أنَّ إجراء الاختبار تطلَّب أخذ عينات من البلعوم الأنفي، وهي منطقة تقترب من قاعدة الجمجمة. ومن ثمَّ تُخفَّف تلك العينات وتوضع على شريط الاختبار الذي سيحدد ما إذا كانت العينة إيجابية أم سلبية أو غير صالحة. ويمكن أن تظهر نتائج فحص المستضد في غضون 10 إلى 15 دقيقة.
ليو بون ليتمان، خبير الصحة بجامعة هونغ كونغ والذي ساعد في وضع بروتوكول تشخيص فيروس كورونا (كوفيد-19)، قال إنَّ المطالبة بالحصول على نتائج دقيقة بنسبة 80% لمسحات الأنف "أمر مُحير" لأنَّ مثل هذا النوع من الفحوصات معروفٌ أنَّه غير دقيق.
واستطرد قائلاً: "سيكون الأمر خطيراً إذا ما استُخدم هذا الاختبار على نطاقٍ واسع، إذ ربما لا نتمكن من اكتشاف المرضى الحاملين للفيروس".
تعليق السفارة الصينية
في يوم أمس الخميس، ذكرت سفارة الصين في إسبانيا، في تغريدةٍ على موقع تويتر، أنَّ لوازم الاختبار التي صنَّعتها شركة Bioeasy لم تخضع لموافقة إدارة الأغذية والأدوية الصينية، ولم تُدرج أيضاً ضمن الإمدادات الطبية التي أرسلتها الحكومة الصينية إلى إسبانيا.
"عرضت وزارة التجارة الصينية على إسبانيا قائمةً بالمورِّدين المعتمدين، ولم تتضمَّن القائمة شركة Bioeasy".
غير أنَّ هذه الرسالة جاءت كمحاولة لتهدئة المسؤولين الإسبان، الذين صرَّحوا يوم الأربعاء الماضي، 25 مارس/آذار 2020، بأنهم قدَّموا طلباً بقيمة 432 مليون يورو (نحو 468 مليون دولار) لاستيراد المعدات واللوازم الطبية الصينية، التي تشمل 550 مليون كمامة، و5.5 مليون أداة اختبار، و950 جهاز تنفس صناعي. وأوضحت السفارة أنَّ الإمدادت لم تُرسل من الصين بعد، ولم تُصنع شركة Bioeasy أي من لوازم الاختبار.
أزمة المعدات الطبية لفحص كورونا
يُذكر أنَّ شركة Bioeasy، التي تُركز على سلامة الأغذية والاختبارات الطبية وفقاً لما يرد في موقعها الإلكتروني، روَّجت لمجموعات اختبار "كوفيد-19" في الشهر الماضي.
إذ ذكرت صحيفة Baoan Daily، وهي إحدى الصحف المحلية في مدينة شنجن الصينية، في تقرير نشرته في 19 فبراير/شباط الماضي، أنَّ شركة Bioeasy طوَّرت لوازم لاختبار فيروس كورونا تُقدم نتائج في غضون 15 ثانية.
لكن لوازم الاختبار المُشار إليها في التقرير تعتمد على استخدام عينات الدم المأخوذة من أطراف الأصابع، وليس المسحات الأنفية التي استخدمتها إسبانيا.
وزعمت الشركة أنَّ معدات فحص الدم كانت دقيقة بنسبة 80% في حال كانت النتائج إيجابية، وتصل دقتها إلى 92% مع النتائج السلبية.
ذكرت وسائل الإعلام التشيكية أيضاً وجود عيوب في لوازم الاختبار المُصنَّعة في الصين.
وادَّعى مسؤول صحي في إقليم مورافيا-سيليزيا، الإثنين الماضي، 23 مارس/آذار 2020، أنَّ 80% من النتائج التي قدمتها لوازم الفحص السريع القادمة من الصين كانت خاطئة. وليس معروفاً بعد هوية الشركة التي صنَّعت تلك المستلزمات.