تداول رواد الشبكات الاجتماعية مقطع فيديو مؤثراً لممرض عراقي يبكي متأثراً لعدم التزام المواطنين بالحجر الصحي الذي أوصت به السلطات الصحية في البلاد ومعظم دول العالم.
فيما طالب غازي الزيادي، رئيس الممرضين في مستشفى السماوة بمحافظة المثنى (جنوب غرب بغداد)، بتأثر أبناء وطنه بالتزام الحجر المنزلي مبدياً استغرابه من استمرار حركة الناس في الشوارع والأسواق بشكل طبيعي، وتابع من المستشفى: "ما عندنا استعداد أن نضحي بأرواح أكثر من تلك التي فقدناها".
اشتكى الممرض أيضاً من ظروف العمل وسط تسارع انتشار الفيروس، مؤكداً أنهم لا يستطيعون النوم من شدة التعب والقلق، وأن "ليلهم لم يعد ليلاً، ولا النهار نهاراً"، وطالب بتأثر بالغ: "نضحّي بحياتنا من أجل حياتكم. أرجوكم احجروا أنفسكم في بيوتكم. وإن كنتم بحاجة للأكل والخدمات، فنحن سنخدمكم ونرسل لكم من يساعدكم. أرجوكم التزموا منازلكم".
الزيادي أكد في مداخلة مصورة مع برنامج "BBC تريدينغ" أن الفيديو صوره بشكل عفوي بعد دفن جثمان أحد المصابين في المحافظة وعودته للعمل بالمستشفى، فيما أكد أن المؤسسات الصحية بالعراق لا تمتلك كافة المستلزمات الصحية والطبية الكافية للتعامل مع مصابي الفيروس، أشار أيضاً إلى أن محافظته تمتلك مستشفى واحداً فقط، ما يعني صعوبة التعامل مع المصابين حال انتشار الفيروس.
فيما أكد أن ما أبكاه تحديداً هو رؤيته لمرضى لا يستطيعون التنفس ولا يملك المستشفى أجهزة كافية لمساعدتهم، وفي المقابل يرى تجمعات المواطنين في الشوارع في المناسبات الدينية والاجتماعية والمسابقات الرياضية دون اكتراث.
الفيديو حصد نحو نصف مليون مشاهدة عبر حساب الممرض العراقي على فيسبوك، كما انتشر عبر أكثر من حساب على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ويأتي انتشاره بالتزامن مع حملة أطلقها عراقيون عبر الشبكات الاجتماعية دعوةً للمواطنين لاحترام قواعد التباعد الاجتماعي والحجر الصحي.
وذلك بعد انتشار مقاطع فيديو وصور تظهر عدم الاكتراث لهذه القواعد الصحية، سواء لشبان يلعبون كرة القدم وسط حضور كبير، أو لآلاف في تجمعات دينية مثل إحياء ذكرى الإمام موسى بن جعفر الكاظم، سابع الأئمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية، والواقع ضريحه على ضفاف نهر دجلة.
لمحاصرة الفيروس، كان العراق اتخذ تدابير عديدة، منها: حظر التجول، تعطيل الدراسة، إغلاق أماكن التجمعات كالمساجد والمتنزهات والمقاهي ودور السينما، ووقف الرحلات الجوية.
يذكر أن العراق سجل، الأربعاء 25 مارس/آذار، حالتي وفاة لرجلين يبلغان من العمر 70 و40 عاماً، و12 إصابة جديدة لأشخاص (رجال ونساء) تتراوح أعمارهم بين 42 و71 عاماً بالإضافة إلى رضيع (4 أشهر) وطفل (11 عاماً)، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 31 والإصابات إلى 358.