كيف يرى بيل غيتس الحل لخروج بلاده بأقل خسائر ممكنة من وباء كورونا (كوفيد-19) بعد تفشيه في أمريكا لتصبح ثالث بؤرة عالمية لانتشار الفيروس؟ خاصة أن مؤسس شركة مايكروسوفت هو من تنبَّأ قبل 6 سنوات بانتشار وباء فيروسي متطور في الصين سيحصد أرواح 33 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في الستة أشهر الأولى من انتشاره، وها نحن نرى الوباء يحصد أرواح أكثر من 18 ألفاً ويصيب 400 ألف في غضون أسابيع قليلة.
غيتس قال في مقابلة عبر الإنترنت بمنصّة Ted، الثلاثاء 24 مارس/آذار 2020، إن أفضل سيناريو للولايات المتحدة يتمثّل في تطبيق عزل تام لفترة تتراوح بين 6 إلى 10 أسابيع، وحذّر من أننا لن نتمكّن من العودة إلى الحياة الطبيعية في وقتٍ أقرب مما يجب، و "تتجاهل أكوام الجثث من حولك"، موجهاً كلامه لترامب، الذي أعلن رفضه تمديد الإغلاق الاقتصادي ودعا لإعادة فتحه بحلول منتصف أبريل/نيسان المقبل.
حل بيل غيتس: أكد غيتس أن حله أفضل من الانتظار 18 شهراً إلى حين ابتكار لقاح ضد الفيروس، مشيراً إلى أنه لا توجد "منطقة وُسطى" حينما يتعلّق الأمر بإيقاف انتشار فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 50 ألف شخص في أمريكا وحدها، وذلك رغم اعترافه بأن إغلاق البلاد سيكون "كارثة" تحلّ بالاقتصاد، وهي وجهة نظر ترامب أيضاً.
أكمل غيتس: "من الصعب للغاية أن نقول للناس: مرحباً، واصلوا الذهاب إلى المطاعم، واشتروا منازل جديدة، وتجاهلوا أكوام الجثث من حولكم، فنحن نريد منكم مواصلة إنفاق الأموال، لأن هناك بعض السياسيين يعتقدون أن إجمالي الناتج المحلّي هو ما يُهمّ في الأمر"، ثم تابع: "من الصعب أن نقول للناس في خضم جائحة إن عليهم العيش بالطريقة الطبيعية بينما من المعلوم أن أنشطتهم تنشر هذا المرض"، وفق ما نقلته صحيفة Daily Mail البريطانية.
فيما أكد أن الولايات المتحدة لم تتصرّف بالسرعة الكافية لتتفادى الإغلاق، وأن بلاده قد فوّتت تلك الفرصة للسيطرة على فيروس كورونا دون حظرٍ كامل، وذلك حينما أعلن عن بداية الأزمة في يناير/كانون الثاني عندما أعلن عن الفيروس وبدأ ينتشر في دول العالم.
رفض ترامب لاستمرار الإغلاق: الرئيس الأمريكي أعرب، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2020، عن أمله في انتهاء الحظر في الولايات المتحدة بحلول أعياد الربيع، وهو ما يناقض تحذيرات بعض مسؤولي الصحّة العامة في البلاد.
ذلك بعدما وضع توصيات للسكان في أنحاء البلاد، بالحد من الاختلاط الاجتماعي والمهني وأمر بإغلاق مؤسسات تجارية لخمسة عشر يوماً، في مسعى لاحتواء انتشار الفيروس، لكن الرئيس الجمهوري، الذي يسعى لإعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بدأ ينتقد التداعيات الاقتصادية. وقال أثناء بث حي لقناة فوكس نيوز إنه يرغب في أن تفتح الشركات أبوابها مجدداً بحلول عيد القيامة، الذي سيحل في 12 أبريل/نيسان.
كما قال الرئيس إن البلد لم يأخذ إجراءات جذرية لمحاربة ضحايا حوادث السيارات والإنفلونزا، على غرار ما قام به في مواجهة فيروس كورونا، وقال إن بوسع الأمريكيين الاستمرار في ممارسة المباعدة الاجتماعية، التي يقول خبراء الصحة إنها ضرورية لمنع العدوى، بينما يتوجهون لأعمالهم أيضاً.
ما رأي خبراء الصحة؟ خبراء الصحّة أعلنوها صراحةً أنه ما لم يستمر الأمريكيون في الحدّ من التواصل الاجتماعي فيما بينهم للدرجة القصوى -وهو أمر يتمثّل في بقائهم في المنازل وعزل أنفسهم- ستطغى أعداد المصابين على قدرة منظومة الرعاية الصحية في البلاد، مثلما جرى جزئياً في إيطاليا وأسفر عن وقوع المزيد والمزيد من الوفيات.
عودة إلى آراء غيتس الصحية: غيتس الذي أعلن مؤخّراً عن خططه لترك مقعده برئاسة شركة مايكروسوفت ويعرف بأعماله الخيرية التي تتضمّن بعضاً في مجال الصحّة العالمية، طالب الجميع بـ "الهدوء" خلال جائحة كورونا في إجاباته بشأن أزمة فيروس كورونا خلال جلسة مباشرة ضمن تصنيف "اسألني عن أي شيء" عبر منصّة Reddit في يوم 18 مارس/آذار الجاري 2020.
إذ كتب ردّاً على أحد الأسئلة بشأن ما يمكن للناس فعله ليساعد على التعامل مع الأزمة: "يتعيّن علينا الحفاظ على هدوئنا، على الرغم من أن ما نواجهه هو موقف غير مسبوق، وثمّة شيء كبير يتمثّل في مواكبة نهج "الإغلاق" في مجتمعنا، لكي يتقلّص معدّل الإصابات تقلّصاً كبيراً ويصير بإمكاننا العودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب وقتٍ ممكن".
فيما أضاف: "إنني قلق بشأن ما سيترتّب على الأزمة من تضرر للاقتصاد، البلدان الغنية تضررت على نحوٍ هائل في الوقت الراهن، ولن تتمكّن من بدء رحلتها في التعافي الاقتصادي إلا بعد السيطرة على معدلات الإصابات"، وتابع قائلاً: "الأمر الأسوأ سيتمثّل في كيفية تأثير ذلك على البلدان النامية التي لا يمكن للناس فيها تطبيق التباعد الاجتماعي بالطريقة التي تتم في البلدان الغنية، ولديها من المستشفيات ما هو أقل بكثير مما لدى نظيراتها الغنية".
حذر من انتشار فيروس مميت: في عام 2014 تنبأ غيتس بظهور فيروس غامض سيقتل 33 مليون شخص خلال كلمته في مؤتمر جمعية ماساتشوستس الطبية في أمريكا.
وقتها حذر العالم من خطر الفيروس، لأن مسببات الأمراض ستكون فائقة السرعة في كوكبنا، وأنه علينا الاستعداد له كما لو أننا نستعد لخوض حرب، كما عرض دراسة شاملة قام بها معهد للأمراض يدعى Disease Modelling أوضحت مدى السرعة التي سينتشر بها المرض الجديد، كما عرض مقطع فيديو يوضح به الفاصل الزمني الذي يمكن أن ينتشر به الفيروس من الصين إلى أنحاء العالم.