تراجعت الحكومة البريطانية، الإثنين 23 مارس/آذار، عن خطة لحرق جثامين الأشخاص الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا، عقب اعتراض المسلمين واليهود في البلاد على مادة بمسودة قرار عرض على مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، تخول للحكومة حرق جثامين ضحايا كورونا.
مشروع القرار الذي عُرض على البرلمان البريطاني كان يمنح السلطات حق دفن الجثامين أو إحراقها، ضمن إطار التدابير المتخذة لمنع انتشار الفيروس المستجد في البلاد، قبل تغيير الصيغة لتصبح بناء على طلب المتوفى قبل موته (الوصية) أو وفقاً لمعتقده الديني، بعدما لاقى رفضاً واسعاً في البلاد من قبل أتباع الديانتين الإسلامية واليهودية، لكونه يتعارض مع تعاليمهم الدينية.
حينها، أكد المجلس الإسلامي البريطاني بذله الجهود لوضع مخاوفهم بعين الاعتبار قبل اعتماد القرار. من جهته، انتقد مجلس ممثلي اليهود البريطانيين مشروع القرار، داعياً الحكومة إلى احترام التقاليد الدينية في تشييع الجثامين.
بالرغم من أن مشروع القرار يؤكد "احترام الخيار الشخصي بخصوص حرق الجثمان"، إلا أنه كان ينص أيضاً على إحراقه في حال تطلبت الحاجة ذلك.
الصين كانت أول من اتخذ هذا الإجراء بطلب من لجنة الصحة الوطنية، التي أصدرت السبت 1 فبراير/شباط 2020 لوائح جديدة تنص على وجوب إحراق جميع الضحايا الذين يتوفون نتيجة للإصابة بالفيروس، في أقرب منشأة، كإجراء لمنع احتمال انتقال الفيروس إلى الآخرين، ثم اتبعتها إيران وكوريا الشمالية وإيطاليا.
عودة إلى بريطانيا، فقد ارتفع عدد الموتى جراء الإصابة بالفيروس إلى 335 حالة، بحلول مساء الإثنين. وأصاب الفيروس، حتى مساء الإثنين، أكثر من 374 ألف شخص في العالم، توفي منهم ما يزيد عن 16 ألفاً، أغلبهم في إيطاليا، والصين، وإسبانيا، وإيران، وفرنسا، والولايات المتحدة، بينما تعافى أكثر من 101 ألف.